لا تتطلب الحمى لدى طفل يتمتع بصحة جيدة علاجًا. على الرغم من أن خافضات الحرارة يمكن أن تحسن الراحة، إلا أنها لا تغير مسار العدوى. في الواقع، تعد الحمى جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة الالتهابية للعدوى ويمكن أن تساعد الطفل على مقاومة العدوى. ويستخدم معظم الأطباء خافضات الحرارة لتخفيف الانزعاج وتقليل الضغط الفسيولوجي لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي، أو أمراض الجهاز العصبي، أو لديهم تاريخ من النوبات الحموية.
لندن … الدكتورة شاهندة أبو الفضل / طبيبة أطفال
لعلاج الحمى لدى الاطفال عادة ما يستخدم الباراسيتامول وايبوبروفين وهذا لخفض الحرارة واستقرارها. ويفضل في هذه الحال استخدام الباراسيتامول لأن الإيبوبروفين يقلل من التأثير الوقائي للبروستاجلاندين في المعدة، وإذا ما تم استخدامه بشكل مزمن، يمكن أن يسبب التهاب المعدة.
أشارت الدراسات الوبائية إلى وجود علاقة محتملة بين تطور الربو واستخدام الأم والرضع للباراسيتامول والإيبوبروفين. أظهرت تجربة دوائية عشوائية تقارن بين الاثنين، أن هذه الأدوية بالجرعات المعتادة لا تؤدي إلى تفاقم الربو الموجود. ويبقى السؤال ما إذا كان استخدام هذه الأدوية أثناء الحمل أو في مرحلة الطفولة المبكرة يزيد من خطر الإصابة بالربو.
إذا تم استخدام هذا الدواء، فإنه يُستخدم على النحو التالي:
ـ جرعة الأسيتامينوفين هي من 10 إلى 15 ملغم / كلغ عن طريق الفم أو الوريد أو المستقيم كل 4 إلى 6 ساعات.
ـ جرعة الإيبوبروفين هي 10 ملغم/كلغ عن طريق الفم كل 6 ساعات.
ـ ويفضل استخدام خافض للحرارة واحد فقط في المرة الواحدة.
يقوم بعض الأشخاص بتبديل الدواءين لعلاج الحمى الشديدة. على سبيل المثال:
ـ الباراسيتامول في الساعة 6 صباحًا و0 صباحًا و6 مساءً.
ـ والإيبوبروفين في الساعة 9 صباحًا و3 مساءً و9 مساءً.
لكن، لا يُنصح بهذا النهج لأن مقدمي الرعاية قد يقومون بذلك، وتجاوز الجرعة اليومية الموصي بها. يجب تجنب الأسبرين عند الأطفال لأنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي، إذا كانت بعض الفيروسات مثل الأنفلونزا وجدري الماء هي المسؤولة عن الحمى.
الأساليب غير الدوائية لحمى الطفل هي الحمام الدافئ أو الفاتر، والكمادات الباردة، وخلع ملابس الطفل وتبديلها بملابس قطنية ناعمة.
يجب على مقدمي الرعاية عدم استخدام الحمامات الباردة، التي لا يتحملها الجسم بشكل جيد، لأنها تسبب الارتعاش والتي يمكن أن ترفع درجة حرارة الجسم بشكل متناقض تمامًا. وطالما أن درجة حرارة الماء أقل قليلاً من درجة حرارة الطفل، فإن الاستحمام سيؤدي إلى راحة زتحسن مؤقتين.
نصيحة
ـ لا ينصح بشدة بمسح الجسم بكحول الأيزوبروبيل، لأن الكحول يمكن إعادة امتصاصه من خلال الجلد ويسبب التسمم.
ـ توجد العديد من العلاجات الشعبية، إما غير ضارة. مثل وضع البصل أو البطاطا في الجوارب، أو غير مريحة مثل الحجامة.
ـ في كل الاحوال، الأدوية الخافضة للحرارة المستخدمة هي: الباراسيتامول وايبوبروفين. فهي لا تغير خافضات الحرارة النتيجة النهائية ولكنها يمكن أن تعزز راحة الطفل لوقت معين.
تذكير
ـ السبب الرئيسي للحمى الحادة هو العدوى الفيروسية.
ـ يعاني عدد صغير من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 36 شهرًا من الحمى دون ظهور علامات موضعية، خاصة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم بشكل كامل. وقد تكون لديهم بكتيريا ممرضة في الدم أو ما يسمى بتجرثم الدم الخفي. ويكونون في المراحل المبكرة من العدوى التي قد تكون قاتلة.
ـ بزوغ الأسنان لا يسبب حمى كبيرة.
ـ تختلف أسباب الحمى الحادة وتقييمها حسب عمر الطفل. عند الرضع الصغار، قد تشير الحمى إلى مرض خطير يهدد الحياة ويتطلب تقييمًا دقيقًا.