أغنية تأرجحت بين عبد الوهاب وفريد الأطرش
القاهرة … سميرة عبد الله
عُرف أمير الموسيقى فريد الأطرش بكرمه الزائد وحبه لفعل الخير، وإقامته للحفلات والسهرات في منزله، وربما كان ذلك الكرم الحاتمي سببا في عثوره على قصيدة أصبحت من أروع أغانيه، ولم تكن كذلك فقط، بل استمد منها فريد فيلما يعد أيضا من روائع أفلامه.
نشرت قصيدة “عدت يا يوم مولدي” للكاتب والشاعر الكبير كامل الشناوي في عام 1948م، وفور نشرها أعجب بها الموسيقار محمد عبد الوهاب واستأذن كامل الشناوي في تلحينها، وفي كل مرة يضع عبد الوهاب لحنا جميلا للقصيدة يعود ويأخذ اللحن ليضعه لأغنية أخرى. وأخيرا اعتذر لكامل الشناوي وقال له أنه لن يلحنها.
مع اقتراب ذكرى ميلاد كامل الشناوي في نهاية عام 1960م، اقترح عليه فريد الأطرش أن يحتفي بعيد ميلاده، وأن يقيم له فريد حفلا بمنزله، ووافق الشناوي، وفي تلك الليلة ألقى الشناوي قصيدته الشهيرة “عدت يا يوم مولدي”، وأعجب بها فريد، وكانت أول مرة يسمع فيها القصيدة، واستأذن كامل الشناوي في تحلينها وغنائها، ووافق كامل بعدما شرح له قصتها مع عبد الوهاب.
من فرط إعجاب فريد الأطرش بالقصيدة، طلب من السيناريست يوسف عز الدين عيسى والمخرج هنري بركات أن يضعا قصة سينمائية تدور حول فكرة هذه الأغنية، وأكد جميل الباجوري محرر مجلة الكواكب المصرية، أن فريد سيدخل الأستوديو بهذه القصة التي اختار لها اسم “يوم بلا غد” في أوائل شهر أغسطس 1961 متضمنا هذه القصيدة.
ومن دون شك، أكد كل من استمع إلى الأغنية من فريد الأطرش أنها ستكون أغنية الموسم ، ولكن هنالك كلمة لم تعجب فريد في القصيدة وهي كلمة “الطين” في مقطع “كنت طينا ولم أزل”، فطلب من الشناوي استبدالها بكلمة أخرى، وقد اقترح فريد أن يكون مكانها كلمة “وهما” أو “حلما”. لكن الشناوي اختار كلمة “الروح” ليصبح المقطع:
ليت أني من الأزل … كنت روحا ولم أزل.
أغنية “عدت يا يوم مولدي”، كانت ولا تزل من روائع سلطان الالحان فريد الأطرش، أما الفيلم الذي أشار جميل الباجوري إليه وأكد في تقريره أن فريد طلب من السينمائيين أن تستمد قصته من محتوى الأغنية، فقد أنتجه فريد بالفعل تحت اسم “يوم بلا غد” وفي مقدمة الفيلم كتب “وضع السيناريو وأعدها للسينما هنري بركات، عن قصة عائلة باريت للكاتب رودلف بيزيه.
كلمات الأغنيه
عُدت يا يوم مولدي ……. عُدت يا أيها الشقي
الصبا ضاع من يدي … وغزا الشيب مفرقي
ليت يا يوم مولدي ………. كنتَ يوما بلا غد
ليت أني من الأزل ……. لم أعش هذه الحياة
عشتُ فيها و لم أزل ……… جاهلا أنها حياة
ليت أني من الأزل …. كنت روحا و لم أزل