الأكزيما هي ثاني أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بعد حب الشباب. تتعلق بنسبة 30 % من الاستشارات الجلدية. إذ يعاني حوالي 10 % من سكان الوطن العربي من الأكزيما اليدين والقدمين وصعوبة علاجها وكيفية التعامل معها. لذلك سوف نوافيك بأهم طرق علاجها وسبل التخلص منها وإلى الأبد، وهذا بعد ذكر الأعراض والأسباب والمسببات التي تحفز على ظهورها وانتشارها خاصة في منطقتي اليدين والقدمين.
قسنطينة … الإعلامي عبد العزيز قسامة
الأكزيما المزمنة يمكن أن تكون ذات أصل وراثي، مرتبطة بالتهاب الجلد التأتبي، كما تسمى أيضًا الأكزيما التأتبية. مع مكان مفضل في اليدين أو القدمين، كما يحدد الدكتور أحسن بريوط، أخصائي الأمراض الجلدية والحساسية بقسنطينة الجزائر. يمكن أن يكون أيضًا أكزيما حساسية بسبب عطر أو مادة حافظة أو مستحضر تجميلي في مرتدي القفازات أو الشراب أو الجوارب، كما يمكن أن تكون الأكزيما حساسية أو تهيجًا.
الأعراض
تتشابه أعراض أكزيما اليد والقدم، سواء أكانت تأتبية أم حساسية. يتجلى من خلال بقع حمراء تتقشر وتخدش بالحويصلات التي تنضح وتشقق. في معظم الأحيان، الأكزيما ذات الأصل التأتبي لها حدود معينة جيدًا، على عكس الأكزيما التحسسية، حيث تكون الأخيرة أشبه بـ خريطة جغرافية، أقل تحديدًا.
التشخيص
يتم تشخيص أكزيما اليد والقدم عن طريق الفحص السريري. تسمح رقع الاختبار وتسمى أيضًا الاختبارات فوق الجلد بمعرفة ما إذا كانت حساسية أم لا. ولإجراء اختبارات الرقعة، يلزم إجراء ثلاثة مواعيد كل 48 ساعة في كل مرة، كما يحدد طبيب الأمراض الجلدية. الأول لوضع اللاصقات على الظهر، والثاني لخلعها والأخير للقراءة النهائية. إذا كانت بقع الاختبار سلبية، فيمكن استبعاد وجود حساسية تجاه الجزيئات المختبرة
الحكة الحد من الخدش بفضل السفسروولوجيا
علم الصفوف، باعتباره منهجًا نفسيًا جسديًا، يدرك الإنسان بكل ثرائه. فهو يأخذ بعين الاعتبار أبعاده الجسدية والعقلية والعاطفية. وهنا تحديدًا، تشرح كليمنتين يواكيم، عالمة السفسفروت، أن جلد العضو مشتق من نفس المخزون الجنيني مثل الجهاز العصبي، فإن الإجهاد له عواقب على الجسم، والتي يمكن أن تظهر في ظهور الإكزيما. لذلك يمكن أن يكون علم الصفوف علاجًا قيمًا ضد هجمات الإكزيما، على وجه الخصوص، بفضل تمرين المراوح الذي يمكن أن يقلل من الحكة، تحدد العالمة السفسريولوجية وضع البداية:
ـــ الجلوس في وضع مستقيم مع وجود مساحة كافية حولكِ، مع المباعدة بين القدمين بعرض الورك.
ـــ الظهر مستقيم والذراعين والكتفين مسترخيتان والرأس على نفس الخط مع العمود الفقري.
ـــ أغمضي عينيك ولفت انتباهك إلى إيقاع تنفسك.
ـــ ارفعي كلا الذراعين أمامك بشكل أفقي بينما تستنشقين بعمق من خلال أنفك.
ـــ احبسي أنفاسك وصافحي يديك مثل المعجبين، ومن هنا جاء اسم التمرين! لتقريبهم ببطء من الصدر. أعطِي معنى لحركاتك من خلال تخيل التخلي عن الإحساس بالخدش والوخز. بمصافحة يديك، حرريهما من الإحساس بالحكة غير المرغوب بها.
ـــ بمجرد اقتراب كلتا يديك من الصدر، حرري الذراعين على طول الجسم، ونفخي برفق من خلال فمك.
ـــ عودي إلى التنفس الطبيعي، وخذي لحظة لملاحظة الأحاسيس في يديك. ركزي على الأحاسيس الموجودة في راحة يدك وأصابعك. كوني على دراية بكل الأحاسيس المتعلقة بحركات يديك.
ـــ كرري ذلك مرتين، ودائمًا ما يعطي معنى أكبر لإيماءاتك. صافحي يديك، وتخيلي أن الإحساس المزعج بالخدش يهرب من يديك تدريجيًا، وأن الحكة تنزلق من أصابعك إلى الأرض وتتلاشى نهائيًا، لتحرير وتنقية بشرتك بشكل مريح.
ـــ بعد الزفير من خلال فمك، راقبي مشاعرك بعناية وحدديها. هل تتغير؟ وباي طريقة؟ هل تشعرين بالخفة في يديك؟ المزيد من النضارة؟ المزيد من السيولة في تحركاتك؟
ـــ أنهِ كل مرة بإدراك مشاعرك الجسدية والعقلية والعاطفية.
يمكنك ممارسة هذا التمرين بمجرد شعورك بالرغبة في الحك والخدش. تذكري بأن عليك تنسيق حركاتك مع تنفسك، وقت الشهيق، ووقت الاحتفاظ بالهواء، ووقت الزفير، ودائمًا ما تعطي معنى أكبر لممارستك!
العلاج
سواء كان التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما المزمنة في اليدين والقدمين أو الأكزيما التحسسية، فإن العلاج جد متطابق.
يقول الدكتور الطبيب المختص في الامراض الجلدية أحسن بريوط، أنه أثناء النوبات، يجب وضع كريم يحتوي على الكورتيكوستيرويد مرة واحدة يوميًا حتى يومين أو ثلاثة أيام بعد اختفاء الأعراض. نظرًا لأن الالتهاب قد يكون كامنًا تحت الجلد، فمن الضروري إيقاف العملية.
يجب تكرار هذا العلاج مع كل انتشار للأكزيما أو الاستمرار مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع للوقاية.
ويضيف طبيب الأمراض الجلدية أحسن بريوط، أنه يجب استكمال العلاج الذي يعتمد على كريم الكورتيكوستيرويد عن طريق تطبيق مرطب متعدد اليوم لاستعادة حاجز الجلد. عليك باختيار الكريمات الأكثر دهنية.
عندما لا يكون كريم الكورتيكوستيرويد كافياً، وعندما لا تستجيب أكزيما اليد والقدم أو لم تعد تستجيب للعلاج بكريم الكورتيكوستيرويد، عندئذٍ نلجأ إلى علاج فموي يعتمد على مادة الألتريتينوين، إنه هرمون طبيعي المنشأ مرتبط بفيتامين A وله تأثيرات مضادة للالتهابات.
العلاج في هذه الحال، يستمر ما بين 3 و 6 أشهر بمعدل قرص واحد في اليوم، كما يوضح طبيب الأمراض الجلدية أحسن بريوط. يتطلب مراقبة مستويات الكبد والكوليسترول، وبالنسبة للنساء، تناول وسائل منع الحمل الفعالة. يمكن أن يسبب الإيتريتينوين تشوهات خطيرة في الجنين في حال الحمل، وكذلك الإجهاض أيضًا.
هل يكمن منع ظهور أكزيما اليد والقدم؟
من المهم جدًا، تجنب جميع العوامل المهيجة التي يمكن أن تزيد من حدة أكزيما اليد والقدم، وفي حال وجود الحساسية، يجب إزالة مسبباتها بالطبع.
نصيحة الدكتور أحسن بريوط للحد من النوبات
ـــ غسل اليديك لفترة وجيزة بالماء الفاتر أو البارد باستخدام صابون شديد الدسم وتجنب الماء العسر إذا أمكن ذلك.
ـــ عدم استخدام سائل غسيل الأطباق لغسل اليدين والقدمين، فهو مزعج ويهيج ويحفز الحكة والخدش.
ـــ شطف البدين والقدمين جيداً وتجفيفهما جيداً.
ـــ ارتداء قفازات لغسل الأطباق وعدم استعمال المواد المنظفة غير المعروفة وطهي بعض الأطعمة المهيجة مثل الطماطم والليمون وغيرها.
ـــ كذلك عندما نعاني من الإكزيما، فإن كثرة غسل اليدين والقدمين يضعف الجلد، وغالبًا ما يكون جافًا ومصابًا بالكدمات والبقع. لذلك يوصى باستخدام صابون خاص بالبشرة التأتبية أو حتى زيوت التطهير. وإذا أمكن، نختار المنتجات الخالية من العطور والحكحول والاحماض بمجرد غسل اليدين ةولقدمين، يجب تجفيفهما برفق دون فرك أو خدش.
ـــ بالنسبة لاستخدام الجل الكحولي المائي، فيمكن أن يسبب هيجان وشعور بالخز والحرقان. لذلك من الضروري إعادة ترطيب الجلد عن طريق وضع كريم مرطب يصفه الطبيب المختص.
ـــ عدم ارتداء قفازات أو جوارب اللاتكس أو الفينيل، لأنها تزيد من تعرق الجلد ونقعه، مما قد يؤدي إلى تفاقم إكزيما اليد والقدم.