الأيقونة المطلقة للجيل الثاني من الممثلات المصريات
القاهرة … كريستينا صدقي
سعاد حسني رمز للثقافة الشعبية لمصر عبد الناصر. لُقِّبت بسندريلا الشاشة العربية، أصبحت بابتسامتها وشهوانيتها مرادفًا للانفتاح الذهني في ذلك الوقت. عدت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بين ممثلي حقبة جديدة، وهي عصر تخلص مصر من الروابط الاستعمارية وقيادة القومية العربية، وقد تطورت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي نحو أدوار تستكشف الدراما الاجتماعية وتناقضات نموذج يدعي أنه كان عصريًا ولكن لا يمنح المرأة جميع حقوقها.

ولدت سعاد في القاهرة لعائلة فنية، من أب خطاط مشهور من أصل سوري. أختهه غير الشقيقة نجاة الصغيرة نجمة غنائية تتعاون مع فنانين مثل الملحن والفنان محمد عبد الوهاب. خطت سعاد حسني خطواتها الأولى في سن الخامسة في برنامج الأطفال الموسيقي التلفزيوني بابا شارو. في الخامسة عشرة، ظهرت لأول مرة في فيلم حسن ونعيمة سنة 1959. ومنذ ذلك الحين أصبحت مشهورة جدًا.
اعتبرت كرمز الثقافة الشعبية الجديدة، وهي أيقونة حقيقية تحظى بتقدير كبيرٍ في العديد من البلدان العربية. ومع ذلك، وبعيدًا عن الاكتفاء بكونها نجمة للكوميديا الرومانسية والاستعراض، فقد ضاعفت التفسيرات في سجلات مختلفة وأصبحت واحدة من الممثلات الرائدات في الواقعية المصرية مع Le Caire 30 ـ القاهرة 30 ـ سنة 1966والزوجة الثانية، سنة 1967، لصلاح أبو سيف. ترك دورها كناشطة سياسية تعرضت للتعذيب من قبل السلطات في اقتباس كتاب مقهى الكرنك لنجيب محفوظ انطباعًا دراميا هيستيريا دائمًا.
دور زوزو، الطالبة التي تحب معلمها، في فيلم “خلي بالك من زوزو” سنة 1972، بطولة حسين فهمي ونبيلة السيد وتحية كاريوكا، جعلها نجمة بلا استثناء، محققة أعظم نجاح سينمائي في السبعينيات. شخصيتها تميز الأرواح بمطالبها النسوية. يسمح لها الفيلم الموسيقي والفكاهي، بإبراز مواهبها التمثيلية وقدرتها على الغناء والرقص وتقمص الأدوار. تنافست فنيا مع أكبر نجوم جيلها، ومنهم الممثل حسين فهمي، وكذلك أساطير مثل الراقصة والممثلة تحية كاريوكا.

تزوجت سعاد حسني أربع مرات، وأثبتت علاقة حب لعدة سنوات مع المطرب المصري الكبير عبد الحليم حافظ. كانت تعيش على أغلفة المجلات وأصبحت أيقونة أزياء للفتيات المصريات رغم جمالها البسيط والمميز. ساهمت مجموعتها الموسيقية المرتبطة بفيلموغرافيا في نجاحها وتبقى في قلوب جمهورهامن مصر وخارجها. خلال الثورة المصرية، تم أخذ أحد الشعارات التي رفعها الشباب في ميدان التحرير ووسمها من أغنيته الشهيرة “نزول في الساحة”
ستكون واحدة من أشهر الممثلات في القرن العشرين، لكن سعاد حسني أنهت وجودها المنعزل في شقتها بلندن، وماتت بسبب سقوطها من الطابق السابع من بنايتها. وهي حالة وفاة لا تزل تغذي العديد من التساؤلات والنظريات.
من خلال 82 فيلمًا تم تصويرها بين عامي 1959 و1991، ستكون قد مرت أكثر من ثلاثة عقود من تاريخ فن مصر. ومع هذا كله، يظل التحقيق في موتها مستمرًا!