الجزائر … عبد العزيز قسامة
منذ زواج داليدا عام 1961 بالشخص الذي اكتشفها، لوسيان موريس، إلى لويجي تينكو وريتشارد تشانفراي، عاشت داليدا حياة حب فوضويةأكثرها حزنا وخوفا من ضياع سعادتها إلى الأبد، ومن هذا المنطلق نلقي سوية نظرة إلى الوراء على الرجال الذين ميزوا حياتها.
ـــ لوسيان موريس … مستكشف المواهب. من خلال مسابقة “أرقام 1 من الغد”، التي نظمها برونو كوكاتريكس في أولمبيا عام 1956م، رصد مدير برامج أوروبا 1، لوسيان موريس، داليدا وقرر جعلها نجمة لتدفئة الجو الفني في فرنسا. مفتونًا بسحرها الإيطالي المصري، انتج واحتفظ لها بلقب “بامبينو”، ما جعلها نجمة في وقت قصير. وتزوجت المغنية وزوجها عام 1961 بعدما انتقلت عائلتها للعيش معها في باريس، ليطلقا في العام التالي، لأسباب يعرفها الكل. وبعد تسع ينوات من المد والجزر، أنهى لوسيان موريس حياته برصاصة في الرأس عام 1970م في شقتها الزوجية السابقة.
ـــ جان سوبيسكي … أبولو.وهو السبب الرئيسي لطلاق داليدا من لوسيان،إنه أحد الرجال النادرة في حياة داليدا الذين لم ينتحروا. قابلته داليدا بمصعد فندق 5 نجوم في جنوب فرنسا. وبدأت علاقة حميمة معه في عام 1961م، بينما كانت لا تزل متزوجة من لوسيان موريس. انتهت علاقتها الرومانسية مع الرسام والممثل عام 1963م. وذلك في ليلة إحياء داليدا حفلا غنائيا مميزا بدار الاوبرا الباريسية بعد انقطاع دام عامين كاملين، بسبب وصايا لوسيان لمنعا من الغناء في فرنسا.
ـــ لويجي تينكو … الغيور المتقلب. في يناير/كانون الثاني من عام 1967م، شاركت داليدا في مهرجان سان ريمو مع الرجل الجديد في حياتها. المغني الإيطالي لويجي تينكو الذي تعرفت عليه عن طريق إخوتها في بيتها بباريس. أحبته وأحبها وقررا الزواج وإنجاب الأولاد. بدأت المشكلة التي أدت إلى وضع حّدٍّ لحياة لويجي في مهرجان سان ريمو، داليدا لم تكن وقتها مشاركة بل كانت ضيفة شرف ترافق حبيبها المغني الصاعد لويجي وتدعمه فنيا وجماهيريا وإعلاميا. قبل دخوله المسرح تعاطى الكحول والمخدرات إلى أن فقد توازنه، رغم تحذيرات داليدا له ونصائحها. وحين بدأ في العناء لم يكن وقتها مركزا على عمله بل كان يبدو وكأنه في دنيا غير الدنيا. ضجر منه الجمهور وأهانه، خرج من المسرح ولم يكمل الأغنية التي لم يتقبلها الجمهور، عند خروجه سلم على داليدا وطلب منها أن تسامحه. دخلت داليدا المسرح طلبا من الجمهور وغنت الأغنية ذاتها التي أداها لويجي ولك ليتفاجأ هذا الأخير بأن أغنيته Ciao Amore Ciao لقت إقبالا ورواجا والتفاعلات إيجابية من قبل الجمهور على عكس ما حصل له، حينئذٍ زاد الاكتئاب والإحباط ما أدى إلى وضع حدٍّ لحياته بإطلاق رصاصة في رأسه. حياته التي طالما كانت مضطربة ولم تعرف أبدا معنى الإستقرار. بعد اختبار هذا الاختفاء المأساوي، حاولت داليدا أيضًا إنهاء حياتها، ولن دون نجاح فقد تم انقاذها في الدقيقة الأخيرة من حياتها.
ـــ ريتشارد شانفراي … الحالم المتهور الضعيف. قضت داليدا أطول علاقة لها مع ريتشارد تشانفراي، الرجل الصوفي الذي يطلق على نفسه كونت سان جيرمان، لأنه يعتقد أنه تجسد لأحد النبلاء في القرن الثامن عشر! بقي العاشقان معًا لمدة تسع سنوات كاملة، من عام 1972م إلى عام 1981م. بعد عامين من انفصالهما، انتحر ريتشارد تشانفراي عن طريق استنشاق غاز من سيارته الخاصة. عانت داليدا كثيرا من تصرفات ريتشارد الصبيانية كغيرته المفرطة منها وعليها، خياناته المتكررة حتى مع خادمتها حيث كان يتحرش بها كلما غابت داليدا عن البيت. إلى أن قررت الابتعاد عنه نهائيًا.
ـــ فرانسوا نودي … العاشق الهارب. كانت داليدا تزور الطبيب فرانسوا نودي منذ عام 1985م، وانتحرت داليدا بسببه في 2 مايو 1987م أثناء انتظار مكالمة هاتفية منه لم تكن. الطبيب الذي أحبته داليدا معتقدة أنه الخلاص من أوجاعها العاطفية ومعاناتها النفسية التي أوشكت أن تكون عقلية. تركها وحيدة ولم يسأل عنها، متخذا الهروب والابتعاد كحلً وجيه ليخلص من ملاحقتها له!