ما سر زواجها الغريب وأخفاء خبر إنجابها مدة 17 عامًا؟
القاهرة … سميرة عبد الله
هي إحدى أشهر ممثلات ونجمات السينما المصرية، لا يمكن مع رؤيتك لها سوى أن تشعر بالدفء والحنان الذي تتمتع به كل أم، استطاعت أن تعيش في ذاكرتنا حتى الآن رغم مرور أكثر من 60 سنة على غيابها، هي الفنانة الكبيرة الراحلة فردوس محمد، والتي تعتبر أشهر من قدم شخصية الأم، كانت صاحبة حضور مميز وأداء جعلها فنانة لا تُنسى.
ذاقت في طفولتها مرار اليتم، بعد أن رحل والدها وهي في الثالثة من عمرها، فتولى تربيتها صديق والدها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد، والذي اعتنى بتربيتها وألحقها بمدارس أجنبية راقية.
تزوجت في سن 14 من شاب، وعاشت معه 5 أعوام كلها آلام، لم تكن فيها الزوجة السعيدة خاصة مع تأخر الحمل والإنجاب، الأمر الذي جعل زوجها يسيء معاملتها. وذلك بحسب ما كتبه الناقد محمود قاسم، ومن شدة ما عانته من زيجتها الأولى ظلت تردد في أي موقف صعب يمر عليها مقولتها الشهيرة: “زي الأيام السودة اللي عشتها مع جوزي الأولاني”.
تعرفت فردوس خلال زيجتها، بجارة لها، كان زوجها يعمل بفرقة عكاشة المسرحية، وبعد طلاقها أرادت عملا تنفق منه على نفسها، فعملت بالفرقة، وحصلت على 3 جنيهات شهريًا، ولمعت كممثلة ذات موهبة كبيرة، لتتلقى عدد من العروض للعمل بالفرق المسرحية الأخرى.
تزوجت للمرة الثانية من زميلها الفنان محمد إدريس، حيث دام زواجهما 15 عاما، وكانت خلالها تتعرض للإجهاض في كل مرة، إلا أنها أنجبت بنتا واحدة بحسب ما صدر من الناقد والمؤرخ محمود قاسم. وهذا ينفي ما يتم تداوله حول أنها لم تنجب إطلاقًا.
قدمت الفنانة القديرة فردوس محمد دور الأم في معظم أعمالها، لدرج أنها كانت تظهر بدور الأم لفنانين أكبر منها سنا، مثلما حدث في فيلم فاطمة مع كوكب الشرق أم كلثوم. كان تكوينها الجسماني ودفء مشاعرها وحضورها المميز، قد أهلها لتكون من أهم النجمات اللاتي جسدن دور الأم، فهي تشع دفئا وأمومة عبر الشاشة.
من أبرز أعمالها:
ـ حكاية حب ـ عنتر ابن شداد ـ إحنا التلامذة ـ سيدة القصر ـ غزل البنات ـ سلامة في خير ـ أبو حلموس وغيرها من الاعمال الفنية الخالدة.
كانت الفنانة الراحلة صديقة مقربة من كوكب الشرق أم كلثوم، خاصة بعد تجسيدها دور والدتها في فيلم فاطمة، واستمرت صداقتهما حتى رحيل فردوس محمد عام 1961م. رحلت النجمة الكبيرة عن عالمنا، عن عمر يناهز 55 سنة، بعد صراع مع مرض السرطان، وكان آخر أعمالها فيلم عنتر بن شداد.
غنوجة تكشف أسرارا غامضة عن حياة فردوس محمد الخاصة
ـ السر الأول …. اشتهرت الفنانة الكبيرة فردوس محمد بأدوار الأم في السينما، فقد أطلق عليها النقاد والجمهور لقب أم السينما المصرية، فعلى الرغم من كونها أصغر من كوكب الشرق أم كلثوم إلا أنها أقنعت الجمهور حينما ظهرت بدور والدتها في فيلم فاطمة، حيث حملت ملامحها شكل الأم المصرية الطيبة، ولعبت دور والدة عنترة مع الراحل فريد شوقي.
ـ السر الثاني … وُلدت الفنانة الكبيرة فردوس محمد في محافظة القاهرة بحي المغربلين يوم 5 مايو/أيار سنة 1906م، وقد فقدت والدها ووالدتها وهي لم تتعدى بعد 4 سنوات.
ـ السر الثالث … تولي تربية الفنانة الكبيرة فردوس محمد مؤسس جريدة المؤيد الشيخ علي يوسف، والتحقت بإحدى المدارس الإنجليزية الكائنة في منطقة الحلمية.
ـ السر الرابع … كانت البادية الفنية للفنانة فردوس محمد في عام 1927م، حيث قدمت أول عمل فني لها من خلال خشبة المسرح، وتنقلت من فرقة الراحل إسماعيل ياسين ثم رمسيس، إلى عبد العزيز خليل ثم إلى فاطمة رشدي.
ـ السر الخامس … كانت البداية الاحترافية للفنانة فردوس محمد في عالم السينما من خلال المخرج محمد كريم الذي رشحها لدور بسيط في فيلم دموع الحب عام 1935م. كان عمرها لا يتجاوز 28 سنة، واستطاعت أن تثبت للجميع أنها لديها القدرة على تجسيد دور الأم بكل مرونة على الرغم من صغر سنها.
ـ السر السادس … تاريخ الفنانة الكبيرة فردوس محمد الفني لا يتعدؤ الـ 26 عام. بدأ من منتصف الثلاثينات وحتى مطلع الستينيات، وقدمت خلال هذه الفترة كثير الأفلام المميزة ومنها:
ـ عفريتة إسماعيل ياسين ـ بياعة التفاح ـ سلامة في خير ـ سفير جهنم ـ أبو حلموس ـ صراع في المينا ـ شباب امرأة ـ رُد قلبي ـ الطريق المسدود ـ حكاية حب ـ أين عمري ـ وغيرهم.
ـ السر السابع … تزوجت الفنانة فردوس محمد مرتين، الأول وهي في سن مبكرة وانتهى بالطلاق، أما الثاني فكان بشكل غريب، حيث سافرت إلى فلسطين لتقديم بعض العروض هناك. فكان القانون آنذاك لا يسمح للغير متزوجات أن يسافرن، فاقترح عليها صاحب الفرقة المسرحية بأن تتزوج أحد أعضاء الفرقة ليكي تتمكن من السفر، فتزوجت من المونولوجست محمد إدريس، وتحولت تلك الزيجة إلي حب فعلي واستمر الزواج قرابة 15 سنة إلى ان توفى الزوج.
ـ السر الثامن … أنجبت 3 أبناء خلال زواجها الثاني، ولكنهم توفوا جميعهم، فنصحتها إحدى صديقاتها أن تخفي خبر الإنجاب خشية من الحسد. وقالت فردوس محمد إن مولودها قد توفى كالعادة وعندما تنجب تقول بأنه طفل بالتبني جاءت به من ملجأ ما، وبالفعل هذا تم حينما أنجبت ابنتها سميرة.
ـ السر التاسع … ظلت طوال 17 عام تخفي أمومتها الحقيقية ، حتى موعد زفاف ابنتها وحينئذ اعترفت بأنها والدتها ولم يكد الجمهور والحضور يصدق ذلك.
ـ السر العاشر … صارعت مرض السرطان في أيامها، وازداد عليها المرض بشدة، فدخلت على إثره في غيبوبة تامة وفي اليوم الـ 30 من شهر يناير/كانون الاول لعام 1961م، وفتها المنية عن عمر يناهز آنذاك 55 عام.