القاهرة … سميرة عبد الله
كان أحد أيام سنة النكسة 1967م، التقى فيها الفنان رشدي أباظة بالفنانة صباح في لبنان، فتحدته بأنه لا يستطيع الزواج منها، خوفًا من سامية جمال، التي كان متزوجًا منها في ذلك الوقت، وقبل التحدي. وبعصبية، تحولت الدعابة إلى حقيقة، وصباح ما صدقت! التحدي إلى أمر واقع، حين اصطحب رشدي أباظة صباح إلى المأذون في اليوم التالي، ليثبت لها أنه لا يخاف من أحد، وبالفعل … تزوجا.
تزوجت من رشدي أباظة وانفصلا بعد أسبوعين

توضح الشحرورة بأن أباظة كان هدف كل النساء وحلمهن، وفريستهن، ومحورهن ومعشوقهن، فدخلت على الخط وفازت بحبه، ولقد تركت رشدي، لأنه خلال مشوارها معه بالسيارة في منطقة الروشة، قال لها بأنه أهم نجم على الأرض، فردت عليه بقولها له بأنا نجمة أيضاً. وطلبت منه أن ينزلها عند ناصية الرصيف، وعادت إلى بيتها بسيارة أجرة. حينها قررت الشحرورة الانفصال عنه. وفي اليوم التالي، أرسل لها الكثير من الورود والاعتذارات لكنها لم تغير قرارها ورفضت اعتذاراته. كان رشدي يتحوّل إنساناً مختلفًا حين يلتقي بمعجبيه، فينسى قدميه على الأرض، وما أزعجه وأزعج غيره أنها هي من طلبت الطلاق وليس هو. بين نجمين، دمَّرت حياة زوجية، وفق رواية صباح، لكن ما قالته لرشدي أباظة حين طلبت الطلاق كان مختلفًا.
خيبة أمل رشدي أباظة في ليل مظلم من دون صباح

ولكن الحقيقة التي اكتشفت، هي أن قريبًا غاليًا عليها هددها بالانتحار إذا لم تطلب الطلاق وتنفصل نهائيا عن رشدي أباظة، وهذ ما أكده رشدي أباظة في مقابلة فنية لصالح مجلة الشبكة اللبنانية.
قرار مجنون كان طبيعيًا بالنسبة للطرفين، أن ينتهي نهاية سريعة، لكن الرجل الشرقي، الذي كان يؤرق حياة رشدي أباظة هاج في صدره، فمزق رسالة توسل استلمها من صباح تطلب فيها الطلاق الفوري.
تفاقم غضب أباظة حين قرأ خبر طلاقها منه في صحف ومجلات لبنان بناءً على طلب الفنانة اللبنانية صباح. وا زاد الطين بلة هو صدور المونشيتات قبل حدوث الطلاق.
كانت أيامًا صعبة بالنسبة لرشدي أباظة، امرأة، مهما كانت من هي، تعلن أنها طلبت البُعد عن معشوق النساء، الذي تجري وراءه العشرات يوميًا، وتطارده، من أجل نظرة، وليس الارتباط أو الزواج، وبدأ يفكر جديًا في الأسباب.
ـ هل هي حكاية انتحار القريب الغالي؟
ـ أم قصة حب جديدة لصباح؟
ـ هل هذه نزوة جديدة أم هي خيانة؟

بدأ البحث عن مَخرج للمشكلة لا يجرح كبرياء صباح، لكن كبرياءه كان على حافة الانهيار، يشعر أن صباح أهانت رجولته بطلب الطلاق، وبإعلان أنها هي من طلبت الطلاق، حتى خرج في صباح اليوم التالي، وانتظره الصحفيون للتعليق على الأخبار الواردة من صحف لبنان، بقوله: استفزوني قبل ترتيبي خطة الرد.
غضب شديد دفعه إلى قول ما يعكس غيظه من لجوء صباح إلى الصحافة قبل الاتفاق معه. واتصل بالمحامي لبيب معوض لعلمه بقوانين في مصر وخارجها، فوعده بإقامة دعوة قضائية، والفوز بها، ووعده بإعداد بيت الطاعة يليق بمثل صباح. ولم يحصل شيء من هذا القبيل وعاد رشدي إلى أحضان بيته، بخيبة أمل كبيرة في ليل مظلم من دون صباح.