العزلة الاجتماعية تعزز الخرف وتُميت الإدراك
كندا … جيسيكا عبد النور
العزلة الاجتماعية في شكل متزايد هذه الأيام، إذ يكشف العلماء أنها تُشكل خطر الإصابة بالخرف. ليس لكبار السن فقط، وإنما حتى للصغار.
الفرق بين الوحدة والعزلة الاجتماعية
قرر باحثون من جامعة وارويك بالمملكة المتحدة وجامعة شنغهاي، دراسة الروابط بين العزلة الاجتماعية والوحدة والخرف من خلال استكشاف الآليات البيولوجية.
نُشر عملهم في 8 يونيو في مجلة طب الأعصاب التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب. يوضح فيها البروفيسور إدموند رولز، وهو عالم في طب الأعصاب الذي شارك في الدراسة، أن هنالك فرقًا بين العزلة الاجتماعية، وهي حالة موضوعية من الروابط الاجتماعية الضعيفة، والشعور بالوحدة، التي تُدرك بشكل شخصي العزلة الاجتماعية.
درس أكثر من 35 ألف مريض استخدم فيها العلماء مجموعة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي تجمع البيانات من أكثر من 450 ألف فرد بمتوسط عمر 57 سنة، بعد متابعة دامت حوالي 12 سنة، يقترح الخبراء أن 5000 شخص منهم أصيبوا بالخرف من أي نوع. وهذا يمثل 1% من المشاركين.
لتحديد هذه النتائج، درس الباحثون بيانات مفصلة منها:
ـ التركيبة السكانية … الجنس والعمر والعرق
ـ الاجتماعي والاقتصادي … مستوى التعليم ودخل الأسرة
ـ البيولوجية … مؤشر كتلة الجسم، السكري، السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الإعاقات.
ـ الإدراك … سرعة المعالجة والذاكرة البصرية.
ـ السلوكية … المدخن الحالي واستهلاك الكحول والنشاط البدني.
ـ النفسية … الشعور بالوحدة، الاكتئاب، التوتر والعصبية.
العزلة الاجتماعية المرتبطة مباشرة بالوظائف المعرفية
لاستكمال تحليلاتهم، حصل الباحثون على صور بالرنين المغناطيسي للدماغ من أكثر من 32 ألف مشارك. يشرح العلماء أن الأفراد المعزولين اجتماعياً لديهم حجم أقل من المادة الرمادية في المناطق الزمنية والجبهة.
يرتبط الشعور بالوحدة أيضًا بالخرف المتأخر، لكن هذه النتيجة ليست مهمة بالنسبة للخبراء، الذين أوضحوا أن الاكتئاب وحده يفسر 75% من هذه العلاقة.
العزلة الاجتماعية هي عامل خطر يؤدي حتما إلى الخرف، عامل مستقل عن الوحدة والعديد من المتغيرات المشتركة الأخرى. وهذا ما أقرَّ به الباحثون البريطانيون والصينيون. بطريقة وقائية، يمكن أن تكون العزلة الاجتماعية مؤشرًا ونذيرًا لخطر الإصابة بالخرف.
تأثير جائحة كوفيد 19
من خلال دراسة الفئات الفرعية للأشخاص، وجد الباحثون أن هذا التأثير كان سائدًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. أعلن البروفيسور رولز أنه في ظل جائحة COVID-19، هناك تداعيات على التدخلات والرعاية في العلاقات الاجتماعية، وخاصة بالنسبة لكبار السن.
ويضيف أن هذه المشكلة الصحية خطيرة ولكن لا تحظى بالقدر الكافي. يأمل الباحثون أن يتمكن الجميع، وخاصة الحكومات، من اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان استمرار كبار السن على وجه الخصوص في التواصل والتفاعل مع الآخرين.

