كندا … جيسيكا عبد النور
العزلة الاجتماعية هي آفة تؤثر على الغالبية العظمى من السكان. منذ الحبس الإجباري المرتبط بجائحة Covid-19. الأشخاص الرئيسيون المعنيون، على الرغم من كل شيء، يظلون معاقين وكبار السن مع فقدان الاستقلالية في تأدية حاجياتهم الخاصة والأساسية.
هناك عديد الأشياء البسيطة التي يمكن القيام بها لمساعدة الذات أو لمساعدة شخص قريب. قد يشعر الشخص المعزول بتدني احترام الذات وقبل كل شيء، الوحدة القاتلة. وبمرور الوقت، يمكن أن تتسبب هذه الوحدة الاجتماعية في إصابة الفرد بالقلق، الاكتئاب أو مشاكل الصحة النفسية والعقلية الأخرى. من الممكن تمامًا مساعدة هؤلاء الأشخاص في حال العزلة بغية تطوير المهارات الاجتماعية والنفسية وحتى الجسدية. إذ تتطلب معالجة العزلة الاجتماعية جهودًا واستراتيجيات هائلة وصحيحة للتواصل مع الآخرين.
ماذا يعني بالعزلة الاجتماعية؟
تُعرَّف العزلة الاجتماعية بأنها حالة لا يشعر فيها الفرد بالانتماء الاجتماعي. يُظهر عدم التزامه بالآخرين، ولديه عدد ضئيل من الاتصالات الاجتماعية. يقال إن الشخص معزول اجتماعيًا عندما يحرم من العلاقات المرضية والجيدة. قد يتفاعل الشخص بشكل متكرر مع أشخاص آخرين ولا يزال يشعر بالوحدة. غالبًا ما يكون كبار السن والمعوقون المعزولون اجتماعيًا أقل نشاطًا بدنيًا وتكون وَجَبَاتهم الغذائية أكثر فقرًا. هم أيضًا أقل تحفيزًا معرفيًا وقد يكونون أكثر قلقًا وبؤسًا.
أسباب العزلة الاجتماعية وعلاماتها
هناك مجموعة كاملة من الأسباب المرتبطة بالوحدة الاجتماعية، كالفقر، البطالة، العنف المنزلي، العجز، حالة الإعاقة والأمراض كالزهايمر وباركنسون وما إلى ذلك. يضاف إلى ذلك عدم وجود شبكة دعم اجتماعي مناسبة عبر خدمة المساعدة الشخصية. يمكن أن تكون حالة الوحدة هذه طوعية أو لا إرادية ويمكن أن تختلف آثارها تبعًا للظروف الفردية والغجتماعية. يمكن أن يكون علامة على اضطراب عقلي أساسي أو نتيجة الإجهاد والشيخوخة والأمراض المزمنة الثقيلة. قد ترتبط العزلة الاجتماعية بعلامات أخرى مثل الانسحاب الاجتماعي وقلة الاهتمام بالأنشطة اليومية. سوف يفقد الشخص المعزول الاهتمام بالنظافة الجسدية، كما تسوء نوعية النوم ويضطرب نمط نشاطاته المعتادة. والعيش كذلك في حال سيئة من البيئة المنزلية، وفوضى مفرطة وعادات غذائية في منتهى الجنون.
من أسباب العزلة الاجتماعية المباشرة
ـ التعرض للتسلط أو الاضطهاد في الصغر من قبل الآباء أو الأصدقاء.
ـ المعاناة من الصراع العائلي أو المشاكل العائلة الكبيرة أو التواجد في وسط هذه الصراعات.
ـ التعرض للعنف أو الاعتداء الجنسي في عمر صغير.
ـ قد تؤدي بعض المشاكل الجسدية مثل وجود خلل في إفراز مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية تساعد تنظيم وتحسين الحالة المزاجية.
ـ وجود زيادة في تحفيز اللوزة الدماغية، وجزء موجود في الدماغ يعمل على التحكم في الاستجابة للخوف والقلق، ويمكن أن يؤدي هذا التحفيز إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، ومنها إلى الإصابة بالعزلة الاجتماعية.
ـ قد يصاب الأطفال بالعزلة الاجتماعية نتيجة ملاحظة سلوك أو تصرفات آبائهم المصابين بهذا الاضطراب، أو يمكن أن يكون أحد أسباب إصابة الأطفال بهذا الاضطراب هو وجود الأطفال في بيئة ذات سيطرة أو شديدة، أو مفرطة الحماية التي يتم ممارستها من قبل الآباء.
أساليب مجدية لمكافحة العزلة الاجتماعية
من الضروري العمل في أسرع وقت ممكن لتجنب المخاطر المحتملة للعزلة لدى كبار السن أو المعوقين أو المعالين. ترتبط الوحدة والعزلة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وانخفاض مهارات الإدراك والتفكير. والأكثر من ذلك كله، يمكن أن تؤدي الوحدة الاجتماعية أيضًا إلى مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية. ولمحاربة العزلة الاجتماعية، إليك بعض الحلول سهلة التكيف.
ـ الاتصال فورا بخدمة المساعدة المنزلية في حال الحاجة إلى المساعدة يمكن أن يؤدي البقاء في المنزل دون تدخل مساعد إلى نقص التفاعل الاجتماعي، على عكس الحياة في دار التقاعد التي يتفاعل فيها السكان كل يوم. المرافق هو شخص يمكن أن يُطلب منه مرافقة شخص مسن أو معال أو معاق. بالإمكان العمل جنبًا إلى جنب مع ممرضة أو مساعدة الحياة الاجتماعية، إذ تؤدي دورًا مهمًا في دعم هؤلاء الأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا معزولين بسبب قلة حركتهم المرتبطة بوضعهم الراهن. على الرغم من أنها تستطيع تنفيذ العديد من خدمات المساعدة المنزلية، إلا أن مساعد الحياة يقدم أيضًا حضورًا دافئًا ومناقشات مع الشخص الذي تتم مساعدته، فيشعر بالانتماء مجددا وأنه مخلوق موجود. مقدم الرعاية موجود لتقديم المساعدة في إيماءات وأعمال الحياة اليومية، كالمساعدة في الاستيقاظ والنوم، المساعدة في إعداد وجبات الطعام وتناولها في مواعيدها، والمساعدة المنزلية، الترفيه، التسوق وما إلى ذلك.
يمكن كسر العزلة عن المسنين أو المعوقين أو المعالين من خلال القيام بنشاط يتمتع به الشخص الذي تتم رعايته، على سبيل المثال لعب لعبة لوحية أو المشي في حديقة أو زيارة معرض ثقافي.
ـ المنظمات الإدارية … من أجل معرفة جميع الحلول الحالية للأشخاص في حالة العزلة أو فقدان الاستقلالية أو التبعية، لا تتردد في الاتصال بمجلس الإدارة أو مركز المعلومات والتنسيق المحلي أو المركز المجتمعي للعمل الاجتماعي، للأسف لن يجيبك أحد ولا أي اهتمام يُذكر. المهم نتكلم عن الدول المتطورة المتحضرة. إذ سيكون مجلس القسم على وجه الخصوص مسؤولاً عن تقييم مستوى فقدان استقلالية المستفيد من أجل تمكينه من تولي مسؤولية خدمات المساعدة المنزلية. بشكل عام، ستكون مؤسسات القسم قادرة على توجيه المنفعة نحو الأشخاص المناسبين لتحقيق خطة المساعدة والإشارة إلى المساعدات الاجتماعية والمالية المتوافقة مع وضع المتضرر.
ـ تحقيق الأهداف … للتغلب على شعورك بالوحدة والقضاء عليه كشخص مسنة، كبيرة، معاقة، معتمدة على الذات أو تفقدين الاستقلال الذاتي، ركزي وقتك وطاقتك على أهدافك وتحقيقها. اطلبي من الأشخاص المقربين منك مساعدتك في تحقيق رضاك. حددي هدفك وتخيلي هدفًا لحياتك. لا تقفزي بشكل أعمى، ولكن دائمًا ما يكون لديك هدف ذكي قريب من قلبك وتخيلي نفسك تحققينه وبالعزيمة والإرادة سوف يتحقق فعلا.
يجب البدء بأهداف صغيرة وتبني عقلية وتفكير إيجابيين. قسّمي هدفك إلى أجزاء يمكن التحكم فيها واضبطي عقلك للتأكد من بقائك على المسار الصحيح. أظهري النعمة واحتفلي بانتصاراتك. كوني صادقة لطيفة مع ذاتك إن كان تقدمك أبطأ من المتوقع.
ـ البقاء على اتصال مع الأحبة … غالبا ما نجد الآباء والأمهات على بعد مئات الكيلومترات من أولادهم، لذا فإن التواصل هو المفتاح على هذه المسافة الطويلة. اتصلي بانتظام بأسرتك وأصدقائك، وأرسلي لهم خطابات أو بريدًا إلكترونيًا أو رسالة نصية قصيرة. اجعلي الاتصال بالآخرين جزءًا منتظمًا من أعمالك اليومية. عبري باستمرار عن امتنانك لشخص ما واجعلي نفسك نافعة ومفيدة، وكوني مفيدة حقا. تحققي مع الآخرين الذين قد يكونون خائفين أو وحيدين. أعدي إحياء تقليد عائلي منسي منذ زمن طويل مثل لعبة اللوح الليلي أو البقالات على سبيل المثال.
ـ الاستماع والإصغاء إلى الآخرين … أنت لست مضطرة دائمًا للرد. يتذكر الأشخاص الذين تتحدثين إليهم في الغالب ما شعروا به عندما أخذت وقتًا لإجراء اتصالك بهم. العاطفة هي مفتاح سعادتك.
ـ الانضمام إلى نادٍ يثير اهتمامك … مثل نادي الكتاب أو نادي الجاز أو نادي الجامعين القدامى، كوني متطوعة في منظمة تدعمينها، عندما نكون بمفردنا، فإننا نركز كثيرًا على أنفسنا ونفكر في ندمنا أو مخاوفنا لننسى ما يحيط بنا.
ـ تبني حيوان أليف لمحاربة الوحدة الاجتماعية … لطف منك لو تحصلين على حيوان أليف، إن كنت قادرة جسديًا وعقليًا على الاعتناء به. تقلل الحيوانات الأليفة من التوتر بمجرد مداعبتها. يساعدك على الاسترخاء ويخفض ضغط الدم. إنه يوفر الرفقة من خلال كونه حنونًا ومخلصا ومطيعا.رعاية حيوان أليف تبقيك مشغولة دوما وبطريقة ممتعة. فالمساهمة مثلا في إطعامه وغسله والاعتناء به يمكن أن يعطي معنى جديدا لحياتك، وسوف يساعد هذا بالتأكيد في تقليل الاكتئاب والتوتر والقلق.
دراسات علمية أثبتت أن امتلاك حيوان أليف هو أمر اجتماعي أكثر، ويقلل من مشاعر الإرهاق ويوفر راحة كبيرة وسلام داخلي للمربي ومصالحة مع ذاته.ناهيك عن ذلك، يزيد كونك مالكة لحيوان أليف من فرص ممارسة الرياضة البدنية ويشجع على المزيد من الحركة والتحرك. وسيؤدي تكاثر التفاعلات الاجتماعية إلى تحسين الصحة البدنية والعقلية لكبار السن أو المعوقين أو المعالين المعزولين.
ـ الاعتناء بالذات والعمل على خدمتها … مثل:
ـ نقطة البداية الأساسية هي قياس درجة حرارة صحتنا العقلية.
ـ ضعي خطة في مكانها.
ـ البدء بالالتزام بروتينك المعتاد قدر الإمكان.
ـ تناولي طعامًا صحيًا واشربي الكثير من الماء والتزم بجدول نوم منتظم. ـ استحمي بانتظام.
ـ امنحي لنفسك الوقت للاستمتاع بالحياة واغتنمي لحظاتها.
ـ تعلمي أشياء جديدة أو مهارات جديدة وتأملي في الوجود بانتظام.
ـ قدري ذاتك وثمنيها، وسيسمح لك ذلك بتكوين علاقات أفضل مع الآخرين.
ـ القيام ببعض الأنشطة للحفاظ على الروابط الاجتماعية.
ـ لمكافحة العزلة الاجتماعية، من المستحسن أن تكوني نشطة.
