تجدين سيدتي كل يوم نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك
الاكتئاب الموسمي، أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو اكتئاب مرتبط بنقص الضوء الطبيعي. ولكي نتحدث طبيًا عن الاكتئاب الموسمي، يجب أن يحدث هذا الاكتئاب في نفس الوقت من كل عام، في الخريف أو الشتاء، لمدة عامين متتاليين على الأقل، ويستمر حتى الربيع التالي. للمزيد تابعي قراءة هذه المقالة!
بيروت … الاخصائية النفسية والعلاج بالطاقة الدكتورة ماري أبو جودة
يعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب الموسمي في منتصف الصيف. وقد يكون ذلك بسبب الحرارة التي يصعب تحملها في بعض الأحيان، أو بسبب الضوء القوي. لم يتم تصميم علاج محدد للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي الصيفي.
خلال فترة الشتاء، تكون الأيام باردة وقصيرة ويكون الضوء أقل شدة. سيتراوح هذا من 100000 لوكس وهي وحدة قياس السطوع في أيام الصيف المشمسة إلى 2000 لوكس في أيام الشتاء بالكاد في بعض الأحيان.
حسب العلماء بالمعهد الوطني للصحة العقلية بجامعة مونتريال، أول من أوضحوا في عام 1984م العلاقة بين الضوء والاكتئاب. وحددوا الاكتئاب الموسمي. وفي الواقع، فإن اكتشاف هكذا نوع من الاكتئاب لا ينفصل عن اختراع العلاج بالضوء. ومن خلال ملاحظة أن التعرض للضوء الاصطناعي واسع النطاق يمكن أن يفيد الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب خلال فصل الشتاء، تمكن الباحثون الكنديون بالمعهد الوطني للصحة العقلية من إثبات الدور الذي يقوم بع السطوع على الساعة البيولوجية الداخلية والمزاج والنفسية.
للضوء دور مهم في تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية. ويتحكم هذا في العديد من وظائف الجسم باتباع إيقاعات محددة للغاية، مثل دورات الاستيقاظ والنوم وإفراز الهرمونات المختلفة حسب الوقت من اليوم. فبعد دخول أشعة الضوء إلى العين، تتحول إلى إشارات كهربائية، والتي بمجرد إرسالها إلى الدماغ، تعمل على الناقلات العصبية. أحد هذه الهرمونات، يُسمى السيروتونين، الذي يُطلق عليه أحيانًا مصطلح “هرمون السعادة”، ينظم المزاج ويتحكم في إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون آخر مسؤول عن دورات النوم والاستيقاظ.
يتم تثبيط إفراز الميلاتونين أثناء النهار ويتم تحفيزه أثناء الليل. كذلك، يمكن أن تكون الاختلالات الهرمونية الناجمة عن قلة الضوء كبيرة بما يكفي لتسبب أعراض مرتبطة بالاكتئاب.
في كندا، وعلى وجه التحديد، يعاني ما يقرب من 20 % من الأشخاص من كآبة الشتاء التي تتميز بنقص الطاقة وضعف الروح المعنوية. إذ يعاني بعض الأفراد من هذه الظاهرة بشكل أكثر كثافة. وغالبًا ما يعاني السكان هناك من الاكتئاب الموسمي الحقيقي، وقد يجدون صعوبة في القيام بأنشطتهم المعتادة. وهذا هو الحال بالنسبة لـ 0.9 إلى 9.7 % من السكان البالغين في أمريكا الشمالية.
وفي أوروبا، تشير الدراسات إلى أن الاكتئاب الموسمي يؤثر على 1.5 إلى 4.5 % من السكان. لكن طريقة الحساب تعتمد على المعايير الموضوعية والدقيقة. فغالبية الأشخاص المتأثرين، ما بين 80 %، هم من النساء. ونادرا ما يتأثر الأطفال والمراهقون.
وكلما ابتعدت عن خط الاستواء، زاد عدد الأشخاص المتضررين، لأن عدد ساعات سطوع الشمس يتقلب أكثر على مدار العام. على سبيل المثال، في ألاسكا، حيث لا تشرق الشمس على الإطلاق لأكثر من شهر واحد خلال فصل الشتاء، يعاني 10 % من السكان من الاكتئاب الموسمي. في الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الكلاسيكي أو مرض ثنائي القطب مع نوبات الاكتئاب، يتفاقم الاكتئاب موسميًا لدى 10 إلى 20 % من المصابين. كما هو الحال مع الاكتئاب النموذجي، يمكن أن تتفاقم أعراض الاكتئاب الموسمي إلى حد الأفكار الانتحارية.
الاكتئاب الموسمي … الأعراض
تحدث الأعراض التالية دائمًا في نفس الوقت من العام، من أكتوبر إلى مارس، ولكن بشكل خاص في نوفمبر وديسمبر ويناير. تختفي تدريجيًا في الربيع أو بشكل عفوي بعد ذلك. كذلك، تؤدي هذه الحالة إلى سلوكيات تعويضية مثل زيادة استهلاك الكحول أو الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية التي لا يمكن السيطرة عليها والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.
ـــ مزاج حزين موجود كل يوم طوال اليوم، وفقدان الاهتمام ونقص المبادرة، والشعور بالتباطؤ أو الانفعال والتوتر والقلق والأرق الليلي.
ـــ انعدام المتعة التي يتم الشعور بها أثناء الأنشطة أو المواقف التي عادة ما تؤدي إلى المتعة.
ـــ التعب المزمن والنعاس أثناء النهار، وصعوبة الاستيقاظ في الصباح.
ـــ قلة التركيز، وصعوبة اتخاذ القرارات.
ـــ زيادة الحاجة إلى النوم، وانخفاض الإنتاجية في المدرسة أو في العمل.
ـــ انخفاض في الرغبة الجنسية، والميل إلى العزلة.
ـــ الشعور بالذنب وبعدم القيمة.
ـــ أفكار مظلمة سوداء وسلبية، أفكار الموت أو حتى أفكار انتحارية.
الاكتئاب الموسمي والأشخاص المعرضون للخطر
ـــ أولئك الذين عانى أحد أفراد أسرتهم من الاكتئاب الموسمي.
ـــ النساء أكثر عرضة للخطر من الرجال.
ـــ الأشخاص الذين يعيشون في بلدان لا تتواجد فيها أشعة الشمس إلا قليلاً في الشتاء.
ـــ الأشخاص الذين لديهم عمل داخلي يمنعهم من رؤية ضوء النهار في الشتاء.

