كشفت دراسة جديدة أن نوعين من الفيروسات الشائعة الموجودة في العديد من البالغين قد يكون لهما دور في التسبب في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.
لندن … ريبيكا مارون
فقدان الذاكرة والارتباك وفقدان الدافع وصعوبة الفهم والتعبير الشفهي أو الكتابي، غالبًا ما تمر العلامات الأولى لمرض الزهايمر دون أن يلاحظها أحد. ولا تزل أسباب ظهور هذا المراض غير معروفة إلى حد كبير. لكن هنالك باحثون بريطانيون وأمريكيون يعتقدون أنهم توصلوا إلى مقدمة علمية جديدة. وفقًا للدراسة التي نشروها في مجلة مرض الزهايمر، إذ يؤكدون على وجود نوعان من الفيروسات الشائعة، فيروس الحماق النطاقي أو ما يعرف بـ (VZV) وفيروس الهربس البسيط والذي يعرف باسم (HSV)، اللذان لهما دور محوري في إثارة المراحل الأولى من مرض فقدان الذاكرة.
فيروسات خاملة لدى غالبية البالغين
لهذين الفيروسين نفس الخاصية. بحيث أن بعد التلوث الذي يحدث بشكل عام أثناء الطفولة، يستمران في الجسم في شكل نائم ولكن يمكن إعادة تنشيطهما، على سبيل المثال في حالة حدوث انخفاض في الدفاعات المناعية أو الإصابة بفيروس جديد.
وبالتالي، فإن 95 $ من البالغين يحملون فيروس جدري الماء، وأكثر من شخص واحد من بين كل شخصين بالغين بفيروس الهربس، الذي يظل كامنًا في الخلايا العصبية.
في هذه الدراسة، أعاد الباحثون تكوين أنسجة في المختبر تحاكي تلك الموجودة في الدماغ والخلايا العصبية المزروعة هناك. ووجدوا بعد ذلك أن هذه الخلايا العصبية يمكن أن تكون مصابة بفيروس الحماق، لكن هذا لم يتضمن أي تعديل في أنسجة المخ.
في المقابل، إذا كانت الخلايا العصبية تحتوي على فيروس هربس نائم، فإن التعرض لفيروس الحماق قد أيقظ الفيروس الأول. أدى هذا التفاعل الالتهابي بعد ذلك إلى تراكم بروتينات تاو وببتيدات أميلويد بيتا، وهما جزيئيان يعرف العلماء أنهما متورطان بشكل مباشر في ظهور مرض الزهايمر.
لكن هذا ليس كل شيء. فخلال هذه الظاهرة، تباطأ تبادل الإشارات بين الخلايا العصبية، ما قد يؤدي إلى انخفاض في الوظائف الإدراكية.
باختصار، بالنسبة لهؤلاء الباحثين، فإن عدوى جديدة بفيروس الحماق النطاقي من شأنه أن يوقظ فيروس الهربس إذا كان كامنًا في الدماغ، وقد يساهم في إثارة مرض الزهايمر.
مخم جدًا، التطعيم ضد جدري الماء لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. حيث لا يزل هذا المسار الأعوج بحاجة إلى التحقق من خلال دراسات إضافية. ولا يبدو أنه قادر على تفسير بداية مرض الزهايمر من تلقاء ذاته.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح مؤلفو الدراسة أن الأحداث الالتهابية الأخرى في الدماغ، على غرار صدمة الرأس، والإفراط في استهلاك الكحول، والعدوى بفيروس آخر مثل كوفيد وما إلى ذلك. يمكن أن توقظ فيروس الهربس وتؤدي إلى مرض الزهايمر.
في غضون ذلك، قد يكون التطعيم مفيدًا. فقد ثبت بالفعل أن اللقاح ضد فيروس الحماق النطاقي كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، مثلما أشار الباحثون أخيرًا في منشوراتهم العلمية!