الجزائر … الإعلامي عبد العزيز قسامة
الملكة كليوباترا السابعة والمعروفة باسم كليوباترا، هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 300 قبل الميلاد.
كانت كليوباترا ابنة بطليموي الـ 12 وقد خلفته كملكة سنة 51 ق.م مشاطرة العرش أخاهابطليموس الـ 13 وقد وصُفـت بأنها كانت جميلة وساحرة. على نقيض ما تبرزها الصور التي وصلت إلينا. أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها وحضورها المتميز. وكانت دائمة النزاع مع شقيقها الذي انتهى بطردها من مصر حين كانت البلاد في ذلك الوقت مملكة تحت الحماية الرومانية والمصدر الرئيسي للقمح بالنسبة للشعب الروماني. وأقبلقيصر إلى مصر عقب هزيمة بومبيوس في فارسالوس سنة 48 ق.م، فوجد الحرب الأهلية ماتزال قائمة فيها. وكانت كليوباترا تحاول العودة إلى مصر، فعمدت إلى الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة في سجادة حريرية، كما يزعمون. بحيث تستطيع التوسل إليه لمساعدتها في تحقيق غايتها للعودة إلى الحكم. وقد أسرته، إما بمفاتنها، أو بالمنطق الجلي بأنها ستكون حاكمةً أفضل من شقيقها. وساعدها قيصر على التغلب على بطليموس الذي أغرق في نهاية المعركة.
أصبحت كليوباترا ملكة على مصر وهي لم تتعدى بعد الـ 17 عامًا، وتوفيت منتحرة عن عمر يناهز 39 عامًا. تحدثت 9 لغات. كانت تعرف لغة مصر القديمة وتعلمت قراءة الهيروغليفية، وهي حالة فريدة في سلالتها، بصرف النظر عن هذا، كانت تعرف اليونانية ولغات الفرثيين والعبرانيين والميديين والتروغلوديت والسوريين والإثيوبيين والعرب.
بهذه المعرفة، كان أي كتاب في العالم مفتوحًا لها. بالإضافة إلى اللغات، درست الجغرافيا والتاريخ وعلم الفلك والدبلوماسية الدولية والرياضيات والكيمياء والطب وعلم الحيوان والاقتصاد وغيرها من التخصصات.
قصة حب كليوباترا الأسطورية بدأت مع الجنرال الروماني ماركوس أنطونيوس في العام 41 قبل الميلاد، وكان لعلاقتهما مُكوِّنٌ سياسي، إذ كانت كليوباترا بحاجةٍ إلى أنطونيوس لحماية تاجها وللحفاظ على استقلال مصر، بينما كان أنطونيوس بحاجةٍ إلى الوصول إلى موارد مصر الغنية، لكنهما اشتهرا بقصة غرامهما. ووفقاً لمصادر قديمة، فقد قضيا شتاء 41-40 قبل الميلاد بترف في مصر، حتى إنهما أسَّسا ناديهما الخاص للشراب. كان هذا المجتمع الصغير يقضي الاحتفالات ليلاً في شرب النبيذ، وشارك أعضاء النادي أحياناً في ألعابٍ ومسابقاتٍ مُعقَّدة. كما ويُفتَرَض أن أحد الأنشطة المُفضَّلة لدى كليوباترا وأنطونيوس كان التجوُّل في شوارع الإسكندرية خفيةً وتدبير المقالب لسكَّانها.
أمضت كليوباترا الكثير من الوقت في نوع من المختبرات القديمة. كتبت بعض الأعمال المتعلقة بالأعشاب ومستحضرات التجميل. لسوء الحظ، تم تدمير جميع كتبها في حريق مكتبة الإسكندرية العظيمة عام 391 م. قامت الفيزيائية الشهيرة جالينوس بدراسة عملها وتمكنت من نسخ بعض الوصفات التي ابتكرتها كليوباترا.
كان أحد هذه العلاجات، التي أوصت بها جالين أيضًا لمرضاها، كريمًا خاصًا يمكن أن يساعد الرجال الصلع على استعادة شعرهم. تضمنت كتب كليوباترا أيضًا نصائح حول الجمال، لكن لم يصلنا أي منها.
كانت ملكة مصر مهتمة أيضًا بطب الأعشاب، وبفضل معرفتها باللغات، تمكنت من الوصول إلى العديد من البرديات التي فقدت اليوم. كان تأثيرها على العلوم والطب معروفًا جيدًا في القرون الأولى للمسيحية. إنها بلا شك شخصية فريدة في تاريخ البشرية.
يُعَدُّ فيلم Cleopatra الملحمي، الذي لعبت إليزابيث تايلور دور البطولة فيه عام 1963، أشهر الأفلام عن الملكة المصرية. اصطدم الفيلم بمشكلاتٍ في الإنتاج وكتابة السيناريو، وتصاعدت ميزانيته من 2 مليون إلى 44 مليون دولار، بما في ذلك 200 ألف دولار لتغطية نفقات ملابس تايلور وحدها.
كان ذلك أعلى الأفلام تكلفةً في وقت عرضه، ما كاد يتسبَّب في إفلاس الاستوديو الذي قام بتصويره، رغم ما راكَمَه من ثروةٍ في شباك التذاكر. وبوضع التضخُّم في الاعتبار، يظلُّ فيلم Cleopatra أحد أكثر الأفلام تكلفةً في تاريخ البشرية الفني حتى يومنا هذا.
تعتبر وفاة كليوبترا مأساوية ودرامية وذلك من خلال وفاة زوجها أنطوني الذي طعن نفسه بعد تلقيه خبراً كاذباً بأن كليوبترا قد ماتت، ثم وصل خبر موت زوجها أنطوني لها والتي خططت بعناية لموتها في تاريخ 10 أوت/آب، حيث دفنت كليوبترا زوجها أنطوني ثم انتحرت من خلال استعانتها بأفعى صغيرة سامة قد قرصتها في ذراعها، وبهذا انتهت مسيرة الملكة كليوبترا.