مراحل تطور “ميدان التحرير” التاريخية “الدموية”
القاهرة … سميرة عبد الله
سوف نستعرض تاريخ تشييد ميدان التحرير بدءً من عهد المماليك إلى هذه الأيام. من خلال مراحل تاريخية عُرفت بالدموية.
أيام المماليك قرر الأمير “قوصون” أن يعمر المنطقة وشيد قصرًا له، وإسطبلات خيل وحدائق وكأنها جنات عدن.
في عام 1517م، احتل العثمانيون مصر وأهملت هذه المنطقة وخربت، واشتهرت باسم “زريبة قوصون” نظرًا لانتشار زرايب الخيل والدواب بها.
مع دخول الحملة الفرنسية مصر عام 1798م، أقام نابليون بونابرت فيها معسكرًا للجنود الفرنسيين. لما تتميز به هذه المنطقة بموقع استراتيجي مثير للاهتمام.
في عهد محمد علي باشا، تم بناء سرايا “قصر النيل” لكريمته” زينب هانم. لتكون تلك السرايا تحفة عمرانية لامثيل لها. إذ جمعت ما بين الأصالة والحداثة.
في عهد “عباس الأول” هجرت نازلي هانم القصر إلى الآستانة.
عام 1857م، كلف سعيد باشا بن محمد علي. المهندس”موجيل بك” بعمل رصيف للقصر على النيل. ما يُسمى اليوم بـ “كورنيش النيل”.
في عام 1857م، تم هدم جزء من القصر، وقرر سعيد باشا إنشاء قشلاق عسكري، ومد خط سكة حديد خاصة بالجيش، لتصير فيما بعد “ثكنات قصر النيل” كمقر رسمي للجيش المصري آنذاك.
تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر، وكلف “على باشا مبارك” بالتخطيط للقاهرة الخديوية، وتشييد قصر لإحدى زوجاته، وسمى المكان كله “ميدان الإسماعيلية”، وتم نقل مقر الحكم من القلعة إلى قصر عابدين.

كذلك، تم نقل المدرسة الحربية من القناطر الخيرية إلى جوار ثكنات قصر النيل، وتم تعمير جزيرة الزمالك وبنى فيها قصر أوجيني”سراي الجزيرة” وهو فندق ماريوت حاليًا. كما تم تشييد كوبري قصر النيل الأول عام 1865م.
في عهد الخديوي توفيق كانت الثكنات هي مقر الجيش المصري، ونظارة الجهادية، والمدرسة الحربية والثكنات العسكرية المصرية والعثمانية.
في سبتمبر 1881م، انطلق من ثكنات قصر النيل أحمد عرابي إلى قصر عابدين لعرض مطالب الجيش واستحقاقاته.
عقب احتلال القوات الإنجليزية لمصر ودخولهم القاهرة، احتلوا ثكنات قصر النيل سنة 1882م، وتم حل الجيش المصري. العثماني نهائيًا.
في عام 1902م، تم إنشاء “الأنتكخانة”، وهو المتحف المصري للآثار على يد” مارييت باشا” والذي سُرقت منه ثلاثة ارباع الآثار المصرية.
على أطراف المنطقة، وعند مدخل كوبري قصر النيل تم بناء قصر الأميرة “نعمة الله توفيق” أصغر بنات الخديوي توفيق، وشقيقة الخديوي عباس حلمي، و زوجها الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل ابن إسماعيل ما بين عام 1906م ،وعام 1913م، والذي صممه المهندس المعماري الإيطالي العالمي أنتنيو لاشياك .
شهدت ثكنات قصر النيل اعتقال سعد باشا زغلول قبل نفيه إلى الخارج، لتندلع ثورة 1919م وتشتعل نرانها الثورية.
أعاد الملك فؤاد بناء كوبري قصر النيل، وجدده في موقعه الحالي، وسماه على اسم الخديوي إسماعيل “كوبرى إسماعيل”، وافتتحه عام 1933م، وظل الميدان باسم “ميدان الإسماعيلية.”
في عام 1932م توفي الأمير كمال الدين حسين صاحب القصر، و قامت الأميرة نعمة الله ببيع القصر إلى وزارة الخارجية المصرية عام 1938م. وهو القصر المقابل لمقر جامعة الدول العربية.
في عام 1951م، بدأ العمل في بناء “مجمع التحرير” على يد المهندس المعماري المصري “محمد كمال إسماعيل بك”.
في عام 1953م، تم تغيير اسم الميدان إلى “ميدان التحرير”، وهدمت ثكنات قصر النيل ليحل محلها فندق النيل هيلتون” نايل ريتز”، ومبنى جامعة الدول العربية، ومبنى الإتحاد الإشتراكي العربي، أي “مبنى الحزب الوطني المنحل”، والذي تم هدمه بعد احتراقه أثناء فوضى ثورة يناير.
شهد ميدان التحرير على كل الاحداث التي مرت بها مصر. وخاصة أحداث يناير 2011، ومازال شاهدًا على التاريخ المصري إلى هذه الساعة.

