القاهرة … سميرة عبد الله
في ستينيات القرن الماضي، خرج الفنان محمد رشدي بتصريح غريب أكد فيه أنه مستقبل «الغناء في مصر لأن صوته قوي صافي بلا شوائب.
ولم يُخفِ رشدي انتقاداته حين قال: “هم أشباه المطربين يغنون للحب الذي يحركه الذل حيث يجلس العاشق في صالون بيته وينتظر حضور حبيبته بعد أن وسط غيره ليشرح لحبيبته عشقه وغرامه وإذا تأخرت عليه في الحضور أرسل إليها مئات الخطابات التي كتبها بدموع عينيه. أما أنا فعاشق من نوع جديد عاشق أركب حصاني وفي يدي سيفي وانطلق مع الحصان بأقصى سرعة باحثا عن حبيبتي.”
حسب ما نشرته أخبار اليوم في السابع من يناير/كانون الثاني سنة 1967م. قال رشدي أيضا في أحد تصريحاته الهجومية: “إن صوتي وأغنياتي الشعبية هي القنطرة التي يعبر عليها الناس من دنيا الأغنية الفردية إلى عالم المسرح الغنائي. أنا محمد رشدي صاحب أكبر نسبة توزيع أسطوانات بعد أم كلثوم صوت مصر بنيله وهرمه وسده العالي إنها السور الحديدي الذي حمى الأغنية المصرية.”
وتابع قائلا لجريدة أخبار اليوم المصرية: “ولولا أم كلثوم لكنا نغني الآن موسيقى الحلل أما عبد الوهاب فهو الجامعة التي خرجت كل الفنانين الموجودين الآن، ونجاة لم تفكر يوما في تقليد غيرها كما فعل عبد الحليم حافظ عندما غنى أغنياتي الشعبية فقد غنيت ملحمة أدهم الشرقاوي، وبعد سنوات غناها عبد الحليم حافظ محاولا إقناع الناس بغير لونه الذي عرفه به وصدقني الناس ولم يصدقه أحد، لأنني أغني الأغاني الشعبية بصدق كما عشتها ورأيي في عبد الحليم هو صوت ناعم يمتاز بالدراسة والذكاء.”
محمد رشدي يقول لجريدة اخبار اليوم المصرية في يناير/كانون الثاني سنة 1967م: “أنا من دسوق أبويا فلاح. عندما جئت لأول مرة إلى القاهرة كان عمري 18 سنة. وكان يلازمني في هذه الرحلة صديق قديم هو محمد حسين شعبان، نزلنا في لوكاندة اسمها الباب الأخضر بأربعة قروش في الليلة وتركني صديقي وذهب لمقابلة أقاربه في القاهرة وتأخر عن موعده ونظرت من شباك اللوكاندة فرأيت الترام والزحام وأحسست بالخوف ووقفت وسط اللوكاندة أبكي من الغربة وبسبب تأخير صديقي.”