للحصول على فيتامين D، لا شيء يضاهي الشمس، لأن هذا الفيتامين يصنعه الجلد تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية. على اي حال، فقط من نوفمبر إلى مارس، تكون كثافة الأشعة فوق البنفسجية غير كافية. من هنا الشعور بالإرهاق في قلب الشتاء. بالنسبة للأشخاص الأصحاء، نتحدث عن نقص فيتامين D عندما ينخفض تركيز الدم عن 20 نانوغرام، أي 20 جزء من المليار من الغرام لكل مل من الدم.
بروكسل … أحمد الكيلاني طبيب عام
نتحدث هنا في هذه الورقة، نقص فيتامين D، عندما ينخفض هذا التركيز عن 10-12 نانوغرام لكل مل من الدم. لكنه نادر جدًا ويصيب في الغالب كبار السن الذين يعانون من أمراض مثل الفشل الكلوي.
ـــ فيتامين D والعظام … يساعد فيتامين D في بناء عظام قوية. إنه يسمح بامتصاص أفضل للكالسيوم والفوسفات في الأمعاء، ولكنه يسمح أيضًا بإعادة امتصاص الكالسيوم في الكلى.
إن نقص فيتامين D يساهم في فقدان كثافة العظام بعد سن الخمسين. قبل هذا العمر، ليس هنالك دراسات لنقولها. ومن الصعب للغاية تقييم المعدل الذي تفقد به العظام كثافتها، لأنها تختلف اختلافًا كبيرًا من شخص إلى آخر. كما أن نقص فيتامين D أيضًا ضار بالعضلات.
أظهرت دراسة جديدة أن المخاطر الصحية لنقص فيتامين D لا تؤثر فقط على العظام، ولكن أيضًا على العضلات. كشفت الدراسة التي نُشرت في أبريل 2021 في مجلة طب الغدد الصماء، أن نقص فيتامين D يمكن أن يضعف وظيفة العضلات.
ربطت عديد الدراسات سابقًا مستويات فيتامين D المنخفضة بقوة العضلات الضعيفة، خاصة عند كبار السن، لكن الآلية المعنية لم يتم توضيحها بشكل واضح.
تقوم الأعضاء المتخصصة داخل الخلايا، والتي تسمى الميتوكوندريا، بتحويل العناصر الغذائية إلى طاقة لتلبية هذا الطلب. أوضح الباحثون البلجيكيون أن الدراسات السابقة تشير إلى أن انخفاض قوة العضلات لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين D، قد يكون مرتبطًا بضعف وظيفة الميتوكوندريا العضلية.
استخدموا الأرانب لتحديد آثار نقص فيتامين D الناجم عن النظام الغذائي على وظيفة الميتوكوندريا العضلية. تم تغذية الأرانب بكميات طبيعية من فيتامين D، أو عدم تناول فيتامين D للحث على النقص، لمدة 120 يومًا. أظهرت النتائج أن الأرانب الناقصة لديها ما يصل إلى 40 % من ضعف وظائف الميتوكوندريا العضلية.
بمعنى آخر، نقص فيتامين D يضعف وظيفة الميتوكوندريا ويقلل من كمية الطاقة المنتجة في العضلات، مما يؤدي إلى ضعفها، وهو سبب السقوط لدى كبار السن. وبالتالي، فإن المكملات تجعل من الممكن تحسين كتلة العضلات وتقليل خطر الإصابة بالكسور والضمور.
الزهايمر والسرطانات والانفلونزا أمراض مرتبطة بنقص فيتامين D؟
ـــ قد يكون العجز في الشتاء أحد أسباب زيادة أمراض الجهاز التنفسي المعدية. تشير عديد الدراسات بالفعل إلى أن فيتامين D ينظم المناعة. من خلال تنشيط الاستجابة المضادة للميكروبات، فإنه يمنع الأمراض المعدية مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا والزكام.
ـــ أظهرت دراسات أخرى وجود خطر أعلى للإصابة بمتلازمة الخرف، وخاصة مرض الزهايمر، في حالة النقص الشديد لفيتامين D. إذ يحتوي فيتامين D على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. إنه يحمي الخلايا العصبية والأوعية الدموية ويحميها من التلف، وبالتالي يؤثر على الأداء المعرفي والإدراكي للشخص.
ـــ تم ربط نقص فيتامين D أيضًا بظهور السرطانات بما في ذلك، سرطان القولون والمستقيم والثدي والبنكرياس والبروستاتا. وأمراض المناعة الذاتية على غرار التهاب الغدة الدرقية والسكري من النوع 1 والتهاب المفاصل الروماتويدي … وما إلى ذلك.
ـــ يرتبط هذا النقص أيضًا بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
الارتباط هنا لا يعني فب حدِّ ذاته السببية. ويبقى التأكيد أن نقص فيتامين د D له دور أو بالأحرى يساهم في حدوث كل هذه الأمراض. كما يمكن أن يكون أيضا نتيجة. وحتى الآن، لا تسمح الدراسات بمعرفة ما إذا كانت المكملات تحمي من هذه الأمراض أم لا!
نصيحة
ـــ بعد 65 عامًا، المكملات لها مصلحة في منع السقوط والكسور غير الفقرية، مثل عنق عظم الفخذ.
ـــ فيتامين D مفيد للنساء بعد سن اليأس، واللاتي يعانين من هشاشة العظام على وجه الخصوص، لأن العلاجات تعمل بشكل أقل جودة في حالة القصور والنقص الشديدين.
ـــ يُنصح أيضًا الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن وذات البشرة الداكنة والذين يقضون وقتًا قصيرًا في الهواء الطلق في الصيف أو يرتدون ملابس مغطاة أو الذين يتبعون نظامًا غذائيًا بتناول المكملات الغذائية، حيث غالبًا ما يعانون من نقص فيتامين D، خاصةً في شتاء.
ـــ يوصى بتناول مكملات فيتامين D على مدار السنة للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 8 سنوات وكبار السن الذين يعيشون في المؤسسات وديار العجزة.
ـــ إذا كان هنالك شك، فسيكون من الأفضل تصحيح النقص. خاصة وأن تناول فيتامين D لم يُظهر أي آثار ضارة أو سلبية.
ـــ الدراسات الأكثر إقناعًا تتعلق بالتناول اليومي لفيتامين D ، بجرعات تتراوح من 800 إلى 25000 وحدة دولية في اليوم. لمزيد من الفعالية في صحة العظام، يجب أن يتم دمجه مع الأطعمة الغنية لاكالسيوم.
• الأطفال الذين يشتبه في إصابتهم بالكساح.
• البالغين الذين يشتبه في حدوث لين العظام لديهم ،
• متلقو زراعة الكلى ،
• البالغين الذين خضعوا لجراحة السمنة ،
• وكبار السن الذين يعانون من السقوط المتكرر.
• قد يصف طبيب الروماتيزم أيضًا واحدًا قبل بدء العلاج لهشاشة العظام لتعديل جرعة الدواء.
كيف ترفع مستوى فيتامين د في الشتاء؟
تذكير … الشتاء على الأبواب، وإذا كنا نفضل عدم المخاطرة بنقص فيتامين D في الشتاء، فهناك ثلاثة حلول متاحة لنا وهي:
ـــ الغذاء … منتجات الألبان المخصبة بفيتامين D، مثل كالين والزبادي. حيث أن تناول اثنين في اليوم يكفي لملء المدخول اليومي. كذلك الأسماك الدهنية أو صفار البيض أو الفطر كلها أطعمة ممتازة وغنية جدًا بفيتامين D.
ـــ الأمبولات … والموصوفة بوصفة طبية من قبل الممارسين العامين.
ـــ المكملات الغذائية … الجيدة والمتاحة دون وصفة طبية في الصيدليات.