مما لا شك فيه، أن جميعنا كان ولا يزل يعتقد بأن المغص هو وجع في البطن أو ما شابه ذلك. وعلى الرغم من أن مصطلح المغص يشير إلى أصل معوي، إلا أن المسببات غير معروفة. ولكن في حقيقة الأمر، أن المغص هو فترات متكررة وطويلة من البكاء دون سبب واضح عند الرضيع الذي أصلًا يتمتع بصحة جيدة. ولذلك، سوف نسلط الضوء على ماهية المغص وأسبابه وكذلك إعطاء أهم حيثيات التعامل معه.
لندن … الدكتورة شاهندة أبو الفضل / طبيبة أطفال
عادة ما يبدأ المغص خلال الشهر الأول من الحياة، ويبلغ ذروته فوق عمر 5 إلى 6 أسابيع تقريبًا وينتهي تلقائيًا عند عمر 3 إلى 4 أو 5 أشهر. غالبًا ما تحدث نوبات البكاء والتهيج في نفس الوقت من النهار أو الليل وتستمر لساعات دون سبب واضح.
يبكي بعض الأطفال بشكل شبه مستمر. البكاء المفرط يمكن أن يسبب بلع الهواء، وهو مصدر لانتفاخ البطن. من المسلم به أن يأكل الرضيع المصاب بالمغص ويزداد وزنه بشكل طبيعي، على الرغم من أن حركات المص القوية بخلاف الرضعات قد تشير إلى الجوع المفرط.
كيف يمكن تقييم المغص وتشخيصه؟
الهدف هو التمييز بين المغص والأسباب الأخرى للبكاء المفرط، وخاصة الحالات الطبية الخطيرة والقابلة للعلاج مثل:
ــ التهاب الأذن الوسطى.
ــ عدوى بولية.
ــ التهاب السحايا.
ــ التهاب الزائدة الدودية.
ــ حساسية الطعام.
ــ حمض ارتجاع.
ــ الإمساك.
ــ انسداد معوي.
ــ ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة.
ــ عاصبة الشعر.
ــ تآكل القرنية.
ــ الإصابة غير العرضية.
أولًا ـــ التاريخ
يجب أن يحدد تاريخ المرض الحالي بداية بكاء الرضيع ومدته استجابة لمحاولات تهدئته، وبالتالي تحديد ما إذا كان هذا البكاء خارج الحدود الطبيعية والمحدد بمدة 3 ساعات في اليوم للرضيع بعمر 6 أسابيع.
يجب أن تبحث مراجعة الأنظمة عن أعراض الاضطرابات المسببة. بما في ذلك، الإمساك والإسهال والقيء وكل اضطرابات الجهاز الهضمي.
والسعال والصفير واحتقان الأنف الناتج عن عدوى الجهاز التنفسي.
يتضمن البحث في التاريخ الطبي أسئلة دقيقة، قد تكشف أن البكاء ليس هو الشاغل الرئيسي، بل هو أحد الأعراض التي يستخدمها الآباء لتبرير زيارة الطبيب لتقديم قلق آخر. على سبيل المثال، القلق بشأن وفاة طفل سابق أو شعورهم بعدم القدرة على رعاية طفل جديد.
ثانيًا ـــ الفحص البدني
يبدأ الفحص السريري بمراجعة الوظائف الحيوية وإجراء فحص شامل بحثًا عن علامات الصدمة أو المرض الطبي. عادة، لا يتم اكتشاف أي تشوهات عند فحص الطفل الذي يتمتع بصحة جيدة ولكن لديه أعراض المغص ويكون الفحص مطمئنًا للوالدين.
ثالثًا ـــ إشارات تحذير
في كثير من الأحيان، يتم إحضار الأطفال المصابين بالمغص بعد أيام أو أسابيع من البكاء. ويعد التاريخ الطبيعي والفحص في هذه المرحلة أكثر اطمئنانًا منه عند الرضع الذين يعانون من البكاء الحاد في فترة ما بين من يوم ويومين. فلا يوجد فحص ضروري لهكذا حال إلا إذا تم الكشف عن تشوهات محددة عن طريق التاريخ أو الفحص السريري. وهذه هي العلامات المثيرة للقلق في حال استمرار المغص:
ــ القيء، خاصة إذا كان القيء أخضر أو دموي أو يحدث أكثر من 5 مرات في اليوم.
ــ الإمساك أو الإسهال، خاصة مع الدم أو المخاط مع انخفاض الوزن الزائد.
ــ الحمى والخمول.
ــ الضائقة التنفسية.
اختبارات إضافية
هل يمكن علاج المغص بيتيًا؟ وكيف يتم ذلك؟
لا داعي إلى القلق، المغص سوف يختفي من تلقاء ذاته دون آثار ضارة طويلة المدى. قد تكون التدابير التالية علاجية ناجعة:
ـــ بالنسبة للرضع الذين يبكون لفترات قصيرة … عن طريق حملهم أو هزهم أو مداعبتهم بلطف.
ـــ بالنسبة للرضع الذين لديهم رغبة قوية في المص والذين يبكون بعد وقت قصير من الرضاعة … اسمح لهم بالمص النشط.
ـــ إذا استمرت الرضاعة بالزجاجة لمدة تقل عن 15 إلى 25 دقيقة … لهايات ذات فتحات أصغر أو لهاية عادية.
ـــ بالنسبة للأطفال النشطين جدًا والمجهدين … يمكن أن يكون حارس الأطفال والموسيقى والضوضاء البيضاء مثل المكنسة الكهربائية أو محرك السيارة أو مجفف الملابس أو مجفف الشعر مهدئًا. غالبًا ما يساهم الإرهاق في هذا البكاء المفرط، لذا يجب أيضًا نصح الآباء بإسقاط الطفل بانتظام في الحضانة أثناء استيقاظه لتشجيع عادات التهدئة الذاتية، وكذلك لتعزيز النوم الجيد ومنعه من الاعتماد على الوالدين. أو هزاز أو مصاصة أو صوت معين أو أي شيء آخر يؤدي إلى النوم.
عند الرضع الذين يرضعون طبيعيًا، يؤدي التخلص من حليب البقر أو أي طعام آخر، خاصة الأطعمة المنشطة. بما في ذلك، القهوة والشاي والكولا والشوكولاتة والمكملات الغذائية، من النظام الغذائي للأم إلى توفير الراحة، كما هو الحال مع إيقاف الأدوية التي تحتوي على المنشطات.
نصيحة
هذه تدابير لها استجابة متغيرة، وعادة ما يختفي المغص من تلقاء ذاته:
ــ يمكن تجربة التدابير البدنية. مثل، التأرجح.
ــ يمكن إجراء تعديلات على النظام الغذائي.