أخلق ثقتك بنفسك وانطلق شامخا إلى الحياة!
الجزائر … عبد العزيز قسامة
في تعاملاتنا مع الناس وبصورة متكررة نستطيع ان نصفهم بصفاتهم التي اكتشفناها عبر هذه التعاملات، وحتماً اننا نحكم عليهم بما نراه من سلوكياتهم وليس بما يقال عنهم، من هذه الاحكام التي نطلقها على أحد الطلاب بأنه عديم الثقة بنفسه او لديه ثقة عالية بنفسه وما بين الحكمين. تكمنُ الكوارث!
سأتكلم في مقالي هذا عن موضوع ضعف الثقة بالنفس للطالب وعن المحفزات والامور التي تزيد من ثقته بنفسه، سيما إن عدم الثقة بالنفس تعد أحد أهم المشكلات التي تواجهه في عديد جوانب الحياة خاصة بعد تخرجه. في حال غابت ثقة الطالب بنفسه، هذا الاهتمام والبحث في الموضوع جاء بعد تزايد اعداد اولئك الطلبة الذين يقبعون تحت الاثار السلبية لضعف الثقة وكيف انهم اظلوا طريق النجاح وخلاص.
ما اهمية الثقة بالنفس للطالب؟
حسب الأستاذ الدكتور النفساني بجامعة بشار بو شعير عبد الحفيظ أن اهمية ثقة الطالب بنفسه ليس حالة ترفيه بل يجب ان تكون من أهم أولويات الطالب الراشد الذي يدرك مآلات الأمور ونتائجها سواء على الصعيد الشخصي والعائلي ام على صعيد الدراسة والعلاقات العامة وفي جميع مرافق الحياة ومجالاتها، كما ان من العائدات النفسية للثقة بالنفس على من يتصف بها انها تدفعه باتجاه تجريب الأشياء الجديدة وتزيد من كفاءته في القيام بمختلف. مضيفًا، أن ثقته بنفسه تمنحه حتمًا القدرة على حل وتبسيط كل ما يواجه حياته. مؤكدًا، على أن الثقة بالنفس تقوي وتعزز العلاقات والمهارات النفسية والاجتماعية والإدراكية التي تجعله يتعامل مع الامور بذكاء وحكمة دون الاكتراث بالأصوات المضادة التي تسحبه نحو أعماق الفشل.
ما الذي يؤدي الى تقليل ثقة الطالب بنفسه؟
تبدأ مشكلة ضعف الثقة بالنفس منذ الصغر، اذ يقوم الأهل بسلوكيات ربما من دون قصد تضعف ثقة الطفل بنفسه وبالتالي يمتدُ الامر على باقي مراحل عمره، مثل الشعور بالطلم والاحتقار وكبته حاجاته وعدم تلبيتها وعدم اعطاء مساحة كافية للتعبير عنما يريد من احتياجات مادية ونفسية، وخاصة التصغير منه أمام أبناء جيله وعدم احترامه ولا حتى الافتخار بما لديه من انجاز ولوكان بسيط. كلها أمور تضعف ثقة الطالب بنفسه منذ صغره، مالم يقم بأمور من شأنها أن تغيره وترتقي به الى صفوف الطلبة الإيجابيين والواثقين من أنفسهم.
كيف يعزز الطالب من ثقته بنفسه؟
لقد بات ضروريًا ذكر أهم الامور التي يتبناها الطالب لتعزيز ثقته بنفسه:
ـ بإمكانه تعزيز افكاره الايجابية التي أوصلته الى نجاحاته وانجازاته المتوالية والابتعاد كليا عن الانتقادات مع تجاهلها. وهذا مستوى عالٍ من النضج الانساني وبالتالي تقوية الثقة بالنفس، كما ينبغي أيضًا الابتعاد عن المقارنة بالآخرين. كونها تجلب الاحباط والعزلة والهروب من الواقع.
ـ الحزم ورفض أمورٍ تُفرَض بلا اقتناع. كون القبول بغير قناعة سيحطم الدواخل ويجعله مسيرًا بلا إرادة حتى على مستواه النفسي. صحيح أن الرفض يبدو صعبًا في بداياته، إلا أنه يصبح ممكناً بعد التعود والتدريب،
ـ المشاركة في الأنشطة الجامعية الاجتماعية تعزز الثقة بالنفس، خصوصا حين يتعلق الامر بمشاركة الطلاب الإيجابيين.
ـ وضع أهداف سير بثبات لتحقيقها بغض النظر عن حجمها. والأهم من ذلك كله، البحث عن الذات عبرها، وهذا جدير بأن يجعل الطالب المهتز نفسيا يكتسب ثقة زائدة بالنفس. كي يستطيع إنجاز المهام المختلفة في الحياة من دون الالتفات للسلبيات.
وهذه أبرز الأمور الإيجابية، فإن التزم بها الطالب سيضمن لنفسه ثقة عالية أساسها الثبات وبالتالي رضا عن النفس وراحة واتزان ونجاح.