تجد سيدي كل يوم وصفة أو نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك. واحصل على نصائح خبرائنا لاتخاذ الخيارات الغذائية الصحيحة لصحتك وشكلك
المواقف العصيبة تتبع بعضها البعض دون أن تكون هي نفسها على الإطلاق، غير أنَّها تشترك في حقيقة أنَّها يمكن أن تدمر صحتك النفسية والجسدية على حدٍّ سواء. كشفت دراسة بريطانية جديدة أنَّ الأمر كله يعتمد على كيفية التعامل مع هذه المواقف الصعبة المعقدة. إنَّ النظر إلى مثل هكذا مواقف على أنَّها تحديات، وليس تهديدات، يمكن أن يكون مفيدًا لصحتك الجسدية والنفسية والعقلية كذلك.
بيروت … الاخصائية النفسية والعلاج بالطاقة الدكتورة ماري أبو جودة
وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، عانى ما يقرب من مليار شخص من اضطراب عقلي واحد على الأقل في جميع أنحاء العالم في عام 2019، ومنذ ذلك الحين تفاقم الوضع بشكل كبير. وتقدر هيئة الصحة زيادة بنسبة 25 % في معدل انتشار القلق والاكتئاب على مستوى العالم، خلال السنة الأولى لجائحة كوفيد-19 فقط.
كشفت دراسة بريطانية جديدة أجراها باحثون في جامعة باث بالمملكة المتحدة، والتي أظهرت أن الطريقة التي تتعامل بها مع الموقف العصيب يمكن أن تؤثر أو لا تؤثر على الصحة البدنية والنفسية. بدأ مؤلفو هذا العمل بملاحظة بسيطة. وهيأنَّهُ يمكن لأي شخص أن يدرك ما يسمى بالموقف المجهد بطريقتين. إما أن تشعر بالإرهاق، وبالتالي تعتبره تهديدًا، أو تشعر بالقدرة على مواجهته، أو حتى إدارته، وبالتالي تعتبره تحديًا. وهو أمر يمكن من ملاحظته بشكل خاص في الرياضة وله تأثير على أداء الرياضيين.
لجأ الباحثون أيضًا إلى الرياضيين لإجراء أبحاثهم، والتي تعتمد على مقاييس صحيحة وموثوقة لتقييم التحديات والتهديدات، والصحة العقلية، والرفاهية، ومشاكل الصحة البدنية لـ 400 رياضيًا استجابوا للمسح على الانترنت.
تشير النتائج التي نشرت في مجلة الإجهاد والصحة، إلى أنَّ المشاركين الذين ينظرون إلى المواقف العصيبة على أنَّها تهديدات هم أكثر عرضة للتعرض لمشاكل الصحة البدنية والعقلية، مقارنة بأولئك الذين ينظرون إليها على أنَّها تحديات يجب تجاوزها.
لقد وجد الباحثون صلة مقنعة بين ضعف الصحة النفسية والبدنية وكيف ينظر الشخص عمومًا إلى المواقف العصيبة. فكلما زادت قدرة الشخص على التعامل مع الموقف العصيب باعتباره تحديًا، زاد احتمال الإبلاغ عن أنَّه يتمتع بصحة جيدة.
لقد افترض الباحثون البريطانيون، على مدى السنوات الـ 15 الماضية، أنَّ الأشخاص الذين يعتقدون باستمرار أنَّهم لا يملكون الموارد اللازمة للتعامل مع المواقف العصيبة يعرضون صحتهم للخطر، ويعتقد هؤلاء الباحثون أنَّ هذه هي المرة الأولى هذا ولقد تم اختبار النظرية بشكل صحيح، مما يسمح بإيجاد صلة بين تقييم التوتر والصحة.
وعلى الرغم من أنَّ الدراسة أجريت بين الرياضيين، إلَّا أنَّها تنطبق أيضًا على بقية الناس العاديين، كما يعتقد مؤلفوها. ويشير الباحثون إلى أنَّ الآثار السلبية الناجمة عن الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع المواقف العصيبة يمكن أن تتراوح من نزلات البرد البسيطة، أو الأنفلونزا، أو حتى ضعف الجهاز المناعي، إلى اضطرابات الصحة النفسية والعقلية مثل القلق أو الاكتئاب والعزلة. ويأمل هؤلاء الباحثون أن يتيح هذا العمل في نهاية المطاف تحديد وعلاج الأشخاص الذين من المحتمل أن يعانون من مشاكل صحية بسبب زيادة التوتر وعلاجهم بشكل أفضل ولائق.
يتقلب معظم الناس في كيفية تقييمهم لموقف ما، اعتمادًا على تفاصيل الموقف المحدد وحيثياته، غير أنَّ بعض الأشخاص هم أكثر عرضة لتقييم جميع المواقف العصيبة على أنَّها تهديد حقيقي قد يدمر حياتهم ويجعلها جحيمًا أبديًا، وتظهر هذه الدراسة أنَّ هذا الاتجاه يرتبط بتدهور الحالة الصحية والرفاهية.
تذكير … قوم بإرسال بريدك الإلكتروني واحصل كل يوم على نصائح صحية تُحدث فرقًا حقيقيًا. تناول طعامًا جيدًا، وتحرك جيدًا، ونام بشكل أفضل … كل ما تحتاجه لحياة صحية وهادئة، بنقرة واحدة فقط!