الألبان تقلل من فرص دخول الغلوتين إلى الجسم وتوفر الكالسيوم والبروتينات
قسنطينة … الصيدلانية سليمة قسامة
سية القمح او مرض السيلياك هي استجابة الجسم المناعية الزائدة للقمح، ويمكن أن تأخذ حساسية القمح أشكالًا مختلفة. فالبروتينات الموجودة في القمح هي التي تسبب مرض السيلياك. بالأحرى القمح هو أحد مسببات الحساسية الرئيسية، خاصة في مرحلة الطفولة. ومع الوقت يمكن أن تصحح حساسية القمح حالتها خاصة عند وصول الطفل إلى سن المدرسة. أما البالغين تميل إلى أن تكون مزمنة ولا تحدث إلا عن طريق المجهود البدني كالحساسية المفرطة الناتجة عن ممارسة الرياضة أو في شكل ربو، والذي يحدث عندما يستنشق الفرد المواد المسببة للحساسية في دقيق القمح.
السيلياك هو مرض وراثي، مناعي ذاتي ومزمن يصيب الأمعاء الدقيقة بسبب عدم تحمل الغلوتين الذي يسبب تغيرات في الغشاء المخاطي للأمعاء ومن ثم التهابها مع ضمور زغبي أي عدم وجود زغابات في الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة. هذا الضمور الزغبي يسبب سوء امتصاص الأمعاء لبعض العناصر الغذائية المهمة للجسم، كالفيتامينات والكالسيوم وحمض الفوليك والحديد وغيرها، ما يودي إلى سوء التغذية. ويتجلى هذا المرض في الأطفال والبالغين المهيئين وراثياً،
الغلوتين مادة لزجة أو صمغ مكونة من بروتينات، والغلوتين الذي يظهر على أنه سام لمرضى السيلياك هو مجموعة من البروتينات من عائلة البرولامين والتي تتكون من:
- ألفا جليادين القمح … α-gliadines du blé
- سيكالين الجاودار …Sécalines du seigle
- هوردين الشعير… Hordinines de l’orge

تاريخ مرض السيلياك … مصطلح السيلياك coeliac مشتق من اليونانية koilia أو مرض البطن. إذ تم تقديم الوصف الأول من طرف العالم والأخصائي طبيب أطفال انجليزي Samuel jones Gee في عام 1888م ، الذي يتحدث عن داء السيلياك “celiac affection ” ويصفه بأنه اضطراب في الجهاز الهضمي يصيب الأطفال الصغار الذين يعانون من بطن رخو منتفخ وأهمية النظام الغذائي.
أما ويليام ديك طبيب أطفال الهولندي William Dicke اكتشف قبل 50 عامًا جليادين =Gliadine جزء من القمح القابل للذوبان في الكحول، ودوره كمسبب لهذا المرض.
في عام 1954م، وصف ويليام باولي W Paulley الضمور الزغبي Atrophie villositaire في الغشاء المخاطي المعوي الدقيق. وفي عام 1958م، اكتشاف بيرجر Berger للأجسام المضادة للجليادين مما جعل من الممكن تسهيل تشخيص هذا المرض.
ماذا يعني السيلياك؟
وهو رد فعل تحسسي تجاه الأطعمة التي تحتوي على القمح. يمكن أن يكون رد الفعل التحسسي هذا ناتجًا عن تناول القمح، وحالات أخرى عن استنشاق دقيق القمح، إن رد الفعل التحسسي لا ينتج عن حبوب لقاح القمح وإنما بسبب البروتينات.السيلياك هو حساسية شائعة إلى حد ما لدى الأطفال الصغار ويتغلب عليها معظمهم. ومع ذلك عند البالغين تميل حساسية القمح إلى أن تكونمزمنة ومستدامة. يوجد القمح أيضًا في بعض العناصر غير الغذائية التي يمكن أن تسبب الحساسية. تحدث تفاعلات السيلياك بسبب البروتينات الموجودة في محاصيل الحبوب التي ذكرناها سابقا.
ويعد السبب الأكثر شيوعًا للسيلياك هو التفاعل مع الغلوتين، وهو بروتين نباتي يوجد بكميات كبيرة في الأرز والجاودار والشوفان والقمح والشعير. هذه هي المادة التي تسمح بتحويل حبوب القمح المطحونة والدقيق إلى عجين، وتعطي عصيدة الأرز اللزوجة والالتساق الأكثر كثافة، وبفضل الغلوتين يصبح القمح وحبوب الأرز أكثر لزوجة.
يعد القمح أخطر وأقوى مسببات الحساسية ويتطور في أغلب الأحيان، ويستخدم القمح في إنتاج الحبوب المطحونة، وعند طحنه ناعمًا يصبح سميد. وتتجلى الحساسية من السميد أو القمح ليس فقط في الأطفال، وإنما في البالغين أيضًا. إذ تكمن الخصوصية في أن عدم التحمل لا يتطور إلا بعد عودة مسببات الحساسية إلى الجسم.
عند الأطفال رد الفعل السلبي للقمح يحدث أثناء بدء تناولهم الأطعمة التكميلية. عادة ما يتجلى مرض السيلياك أو ما يعرف أيضا بحساسية القمح بعد الاستهلاك الأول للقمح بكافة أشكاله على الرغم من أن سبب تطور المرض ليس فقط من الغلوتين، وإنما من نظام التغذية المختار بشكل غير صحيح أيضا ، مثل النشا الموجود في الحبوب، والعوامل الوراثية، وضعف المناعة، ونقص إنزيمات الجهاز الهضمي.
ترتبط الخصائص المسببة للسيلياك أساسًا بجزء البروتين من الحبوب وهو ما يعرف ببروتينات الغلوتين وهو من غلوتين الحبوب والألبومين والجلوبيولين. إذ بإمكانها أن تسبب الاستجابة المناعية لجلوتين القمح مرض الاضطرابات الهضمية.
الحساسية من القمح ودقيق القمح كقاعدة عامة مصحوبة بخلل في الجهاز الهضمي وتسبب التهاب المعدة، والتهاب القولون والأمعاء، ومتلازمة القولون العصبي، كما أنها تسبب بعض المشاكل الجلدية، وأيضا الطفح الجلدي المزمن، وذمة كوينك أو ما يعرف بالوذمة الوعائية، وفي كثير من الأحيان قد تسبب حساسية القمح اختلالات في وظيفة الجهاز التنفسي مثل التهاب الأنف التحسسي والربو القصبي.
أعراض السيلياك
وتظهر الأعراض الرئيسية على الجلد والجهاز التنفسي، وغالبًا بعد الأكل مباشرة، كما يمكن أن تسبب أيضًا اضطرابًات في المعدة، ناهيك عن مجموعة متنوعة من أعراض السيليام منها ما يلي:
أما عند بعض الأشخاص يمكن أن يسبب مرض السيلياك تفاعلًا مهددًا للحياة يُعرف باسم الحساسية المفرطة، وهي حالة تظهر مع ألم أو ضيق في الصدر، وتورم أو ضيق في الحلق، وصعوبة شديدة في التنفس، وصعوبة في البلع، وشحوب الجلد إلى اللون الأزرق، والدوخة أو الإغماء. وهنا يجب مراجعة الطبيب المختص فورا.
مما لا شك فيه أن بعض الأشخاص قد لا يعانون من رد فعل تحسسي تجاه القمح، لكنهم يجدون صعوبة في هضمه، مما قد يسبب أعراضًا مؤلمة ومزعجة جدًا، بالنسبة للعديد من الأشخاص عادةً ما يتطور إلى الانتفاخ وتقلصات المعدة والإسهال والغثيان ببطء شديد بعد تناول الأطعمة المصنوعة من القمح.
السيلياك والدورة الشهرية
… من الممكن أن تسبب الحساسية تقلصات شديدة في الدورة الشهرية، كون بعض الدراسات تربط مشاكل الدورة الشهرية والتناسلية بمرض الاضطرابات الهضمية، عسر الطمث أو تقلصات الدورة الشهرية الشديدة، يمكن أن تستمر يومًا أو يومين في كل دورة، وقد تكون ناتجة عن البروستاجلاندين، وهي مواد كيميائية ينتجها الرحم. وقد تكون هذه التشنجات التي تتكرر في اليوم الأول من الدورة الشهرية للمرأة مؤلمة جدًا لدرجة أن بعض المراهقات والنساء يتقيأن أو يفقدنّ الوعي. وفي بعض الحالات يصاحب التقلصات نزيف حاد.
السيلياك والحمل
… مضاعفات تناول الغلوتين مع وجود حساسية تجاهه أثناء الحمل غالبا ما تكون شديدة ومتعبة، لذا وجب على المرأة الحامل تجنب تناول القمح ومنتجاته، واستهلاك منتجات الألبان فهي تقلل من فرص دخول الغلوتين إلى الجسم وتوفر الكالسيوم والبروتينات التي يحتاجها الطفل لنموه. ناهيك عن تناول اللحوم والدجاج والأسماك والعديد من الأغذية الأخرى التي لا تحتوي على الغلوتين، لأجل توفي رعديد المعادن والعناصر كالزنك والحديد اللذان يفيدان كل الأم والطفل معا. ومما لا شك فيه أيضا أن السيليامك يسبب أثناء الحمل عديد المشاكل على غرار، تحفيز الولادة المبكرة، ما يودي إلى ولادة طفل ميت أو مصاب بفقر الدم مع هشاشته وانخفاض شديد في الوزن. فضلا عن وجود مرض الشيلياك يودي إلى صعوبة امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، ما يؤثر على نمو الطفل وأحيانا كثيرة إلى الإجهاض.

السيلياك والسكري
… بشكل عام التقليل من تناول الغلوتين لدى مرضى السكري يساعد على إدارة مرض السكري من النوع 1 والتحكم به بشكل أفضل. للعم أن الغلوتين ليس ضارًا لمرضى السكري الذين لا يعانون من مرض السيلياك، إنما المواد الغنية بالسكر والكربوهيدرات يؤثران على مستويات السكر في الدم، فالحد أو التقليل من الغلوتين نتائجه أقضل.
السيلياك والحليب
قليل جدا من يعاني من الحساسية الحليب، وتسبب هذه المادة ردود فعل غير مرغوب فيها أو تحسسية لدى بعض المرضى، وعليه يجب على المصابين بالحساسية الانتباه عن كثب إلى مكونات الحليب. كما يمكن أن تنتج ردود افعال خطيرة مثل حدوث الحكة والتورم إلى شديدة مثل الصعوبة في التنفس وحتى الحساسية المفرطة، أحيانا ما تكون رد ود أفعال سريعة وقاتلة.
السيلياك وفقر الدم
… فقر الدم هو نقص في كريات الدم الحمراء أو كمية الهيموجلوبين،. تنقل الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، وإذا كان هناك نقص في كمية هذه الكريات فلا يمكن توصيل الأكسجين بشكل كافٍ. يعد الأكسجين ضروري لتحويل الغذاء إلى طاقة وهو ما تحتاجه جميع أجزاء الجسم للوظائف الحيوية. ومن الوارد أن تتسبب حساسية القمح في تلف جزء من الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص الحديد وحمض الفوليك وفيتامينB1. ويودي ضرر كهذا إلى انخفاض امتصاص العناصر الغذائية، بمعنى آخر أن الجسم قد لا يحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية وفقر الدم أو الأنيميا هو أحد النتائج المحتملة. ما يمكن أن يسبب نقص الحديد في فقر الدم، كون هذا العنصر أساسي لتكوين الهيموجلوبين ونقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، كما يمكن أن يسبب نقص حمض الفوليك فقر الدم لأنه أساسي في انتاج كريات الدم الحمراء.
يعد نقص الحديد وحمض الفوليك من الأسباب الأكثر شيوعًا لفقر لدى السيلياكيين كون هكذا عناصر غذائية يتم امتصاصها في الجزأين العلويين من الأمعاء حيث يحتمل حدوث ضرر في المراحل المبكرة من مرض السيلياك، وعند تطوره يتضرر الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة.

طرق علاج حساسية القمح
طرق عديدة ومتعددة لإدارة وعلاج السيلياك وأهمها فيما يلي: