جيجل تُشكِّل فسيفساء إيكولوجية بتمازج خضرة الجبال وزرقة البحر
جيجل … هاجر ق
تزخر ولاية جيجل بالعديد من المقومات الطبيعية المهمة، التي تميزها على باقي المواقع السياحية الأخرى، وذلك بتربعها على موقع سياحي به جل المقومات الترويحية التي تنعكس على طبيعة نشاط المشاريع المخطط لها، كما تستحوذ على مقومات طبيعية وتاريخية وثقافية، وكذا بموقعها ذو المواصفات العالمية التي تشجع على السياحة الإيكولوجية.
المناطق الجبلية تعتلي منارة السياحة بولاية “جيجل”
يستهوي العديد من السياح المتوافدين على ولاية جيجل، السياحة الجبلية، وذلك بغرض الاستكشاف والاستجمام، وزيارة أماكن أقل تمدنا، بعيدا عن صخب المدن وضجيج الشواطئ، فضلا على بعض المناطق التي تتمتع بطابع مورفولوجي خلاب قادر على خلق مؤهلات اقتصادية تعود بالنفع على تلك المناطق. بحيرة “غدير الملحناش”، أو كما يطلق عليها اسم “البحيرة المعلقة”، وهي عبارة عن مسطح مائي في المرتفعات على علو نحو 1250 متر فوق سطح البحر، تتواجد بأعالي قمة “تمزقيدة”، التابعة لبلدية “بودريعة بن ياجيس”، والتي تعرف بمياهها التي لا تجف طيلة أيام السنة، ومناظر خلابة تسر الناظرين.
غابة “بوعفرون” أو عروسة السياحة الجبلية، الواقعة جنوب غرب ولاية “جيجل”، مع حدود ولايتي “سطيف” و”ميلة”، المتواجدة على ارتفاع 900 متر على سطح البحر، تمتاز غاباتها بخضرة دائمة، وهواء منعش وأشجار باسقة، بالإضافة إلى مغارات وصخور تتفجر منها شلالات ربيعا وشتاءً وتجف صيفا، تمازجها الإيكولوجي جعلها تأسر قلوب السياح من متسلقي الجبال ومحبي التخييم العائلي لما يجدون فيها من راحة نفسية ومتعة أبدية.
تعد غابة “قروش” الواقعة بأعالي بلدية “سلمى بن زيادة”، هي الأخرى مزارا سياحيا وقبلة للزوار، حيث تعتلي ككل سنة منارة السياحة الجبلية، وذلك بتعدد المنافذ التي تؤدي إلى قلب الغابة، وكذا الطريق المستوي الذي شجع راكبي الدراجات الهوائية ومحبي رياضة المشي على زيارتها.
تمازجٌ طبيعيٌّ آسر يميز السياحة الساحلية بولاية “جيجل”
فضلا عن الجبال والغابات التي لها ميزة استثنائية في استقطاب المصطافين والباحثين عن الراحة أو المتعة، بالمناظر الطبيعة الأخاذة، تستحوذ ولاية جيجل على شريط ساحلي يبلغ 120 كلم، تتمازج فيه خضرة الجبل مع زرقة البحر في منظر آسر يستقطب السياح من مختلف البقاع.
شاطئ “بني بلعيد”، الواقع ببلدية “خيري واد عجول”، ويمتاز بهدوء ونظافة وأمن وخدمات، بالإضافة إلى تلك الجبال الصخرية السوداء والغابات الخضراء التي تلامس رماله الذهبية، حيث يعلو هذا الجبل الصخري الشاطئ المحتضن لبنايات “كولنيالية”، المتكونة من برج مراقبة ومطعم، والذي تحول إلى قبلة للمصطافين ليتمتعوا بأشجاره وعذب مياه ينابيعه.
شاطئ “الكهوف العجيبة”، الواقع بين “العوانة” و”الزيامة المنصورية”، وهي عبارة عن تجاويف في التركيب الصخري الممتد إما على الجروف الساحلية، أو تحت مستوى سطح الأرض، ومنها ما يتكون في الصخور الجيرية بفعل المياه الجارية، مكونة كهوفا تعد من عجائب الطبيعة من حيث الشكل والنقوش التي صنعتها الصواعد والنوازل، يتميّز الشاطئ بطبيعته الهادئة وإمكانية التخييم به، لذلك فهو يجذب العديد من السُيّاح خاصةً من الشباب المُحبين للأنشطة والمغامرات المُختلفة.
الشاطئ الأحمر، ويقع ببلدية “زيامة منصورية”، ويمتاز هذا الشاطئ بجزيرة صغيرة قبالته، ووجود القردة على حافة طريقه.
هذا وتبقى ولاية “جيجل” تشكيلية طبيعية خالصة لمحبي الراحة والاستكشاف، ووجهة سياحية مفضلة لكثير من السياح، ومنجما خصبا لمن يحسن التنقيب والاستغلال.