بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
يعتبر الضرب على الردف عقوبة غير ضرورية من شأنها أن تسبب مشاكل سلوكية وفقًا لنتائج دراسة نشرت في المجلة الطبية Journal of Family Psychology. إنه سبب وجيه جديد لإيجاد حلول تعليمية أكثر فاعلية وإبقاء يديك خارج مجال الضرب غير المجدي.
غالبًا ما يكون الضرب على الأرداف في قلب المناقشات حول الأبوة والأمومة، لدرجة أن بعض الدول أصدرت قوانين حظر لهكذا سلوك عنيف، معتبرة أنه غير ضروري من ناحية والاعتداء الجسدي على الأطفال من ناحية أخرى. لا تزل بعض الدول مثل فرنسا وخاصة هولندا مترددة في إصدار تشريعات بشأن الضرب على الأرداف. لا تزل هولندا واحدة من الدول الغربية القليلة التي تعارض إصدار قانون يحظرها. كما دعا مجلس هولندا الملكي إلى إصدار الأمر، الذي يعتبر أن القانون الهولندي لا ينص على حظر واضح وملزم ودقيق للعقوبة البدنية بشكل كافٍ. وعلى هذا النحو، فإنه لن يحترم النص الذي يصر على واجب حماية الأطفال والمراهقين من الإهمال أو العنف أو الاستغلال. ومع ذلك، فإن هذه العقوبة لا تبدو فعالة بل تسبب تأثيرًا عكسيًا ومشاكل سلوكية عند الأطفال.
أجرى باحثون من جامعة أوستن وميتشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، تحليلًا تلويًا لفهم تأثير الضرب على تعليم الأطفال وسلوكهم. فقاموا بدراسة البيانات الطبية لـ 161000 طفلاً فوق الخمسين عامًا. اعتبروا الضرب والعقوبات الجسدية الأخرى وكذلك درجات الشدة.
نتائج الدراسة واضحة. إن الضرب على الردف هو عقوبة غير ضرورية، لأن الأطفال الذين يتعرضون للصفع لا يحترمون والديهم أكثر من غيرهم. الضرب على الردف هو عقاب خطير لأن الأطفال الذين يعاقبون بهذه الطريقة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية، مثل العدوانية، والمشاكل العقلية أو المعرفية، والسلوك غير الاجتماعي.