الأردن يستقبل أزيد من ربع مليون سائح بهدف العلاج والاستشفاء سنويا
السعي وراء رفع الدخل الناتج عن السياحة العلاجية إلى الملياري دولار أمريكي سنويًا!
عمان … غياث نايف حمدان
يتربع الأردن في المرتبة الأولى من حيث السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن أفضل عشر دول في العالم، وفقا لما أكدته رئيس منظمة الصحة العالمية لسنة 2022.
يتمركز قطب السياحة العلاجية في الأردن في جنوب غرب العاصمة عمان، وتحديدا في أروقة فنادق البحر الميت، يستظل السياح بمظلات مقاعد برك السباحة، متأملين الأطفال وهم يسبحون، في آخر يوم استشفاء لهم في الأردن بعد فترة علاج استمرت 21 يومًا. بحيث يصل عدد المرضى الذين يدخلون الأردن بهدف العلاج والاستشفاء إلى 100 ألف مريض خلال النصف الأول فقط من كل عام، وفقا لإحصائيات وزارتي الصحة والسياحة في الأردن. يختار السياح من جميع انحاء العالم الأردن لأجل القيام بفحوصات شاملة في المستشفيات السياحية الاستثمارية الخاصة المتمركزة بشكل ملحوظ بالقرب من البحر الميت، بسبب معاناتهم لفترة طويلة من بعض الأمراض الجلدية والجهاز التنفسي آملين في الشفاء العاجل.
البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، يتميز بمياهٍ شديدة الملوحة وشواطئ غنية بالمعادن، والتي من دون شك لها القدرة على شفاء جل الأمراض الجلدية المزمنة. ويعتبر البحر الميت تحديدًا من أهم الوجهات السياحة العلاجية في الأردن. وهو المكان السياحي الطبيعي الأكثر شهرة في المملكة الهاشمية، مناخه جاف ودافئ ومياهه تميزها النسب الكبيرة من الأملاح والمعادن لأنه أدنى نقطة في الأرض، ويشتهر بين السياح بإمكانية الطفو في مياهه ليستمتع الجميع بذلك، ولكنهم أيضا يستفيدون من خصائص المياه العلاجية والطين الغني بالأملاح والمعادن الصحية والعلاجية. كما أن هنالك أيضا حمامات ماعين الواقعة في محافظة مأدبا، جنوب الأردن والتي تبعد عن العاصمة عمان بحوالي 60 كلم، ما يجعلها سهلة للزيارة في إطار رحلة يوم واحد، ويوجد بها منتجع سياحي متطور جدا بفضل الخدمات العلاجية التي تقدمها العيادات الطبيعية، مستفيدة في ذلك من مياهها المعدنية ذات الخواص العلاجية الفريدة. كذلك تتميز حمامات عفرا بينابيعها الساخنة ذات الخواص العلاجية إضافة إلى المناخ المعتدل والجمال الطبيعي للمنطقة، حيث من الممكن إيجاد مرافق الإيواء والعلاج اللازمة يما يضمن الإقامة المريحة. أما وفي قرية الحمة الأردنية التي تقع في منطقة إربد، ترتمي بين أحضان الطبيعة الخضراء وتجري تحتها المياه المعدنية العلاجية الساخنة والغنية بالأملاح المعدنية، حيث استثمرت الأردن في هذا المورد الطبيعي وجعلته منتجعًا سياحيًا يقصده الزوار لعلاج مختلف الأمراض المزمنة. غير ان هنالك تحديات وعراقيل أخرى يعاني منها قطاع السياحة العلاجية والمتمثلة في الجنسيات المقيدة والتي تحتاج إلى موافقات أمنية مسبقة قبل دخول المملكة على غرار السورية، الليبية، السودانية، العراقية، إلى جانب بعض الدول الإفريقية مثل نيجيريا.
الجدير بالذكر، أن السوق الخليجية هي السوق التقليدية والمستهدفة بشكل واسع، كونها تضم النسبة الأكبر من الزائرين والمهتمين بالسياحة العلاجية الأردنية ويفضلونها عن باقي الدول المجاورة وغير المجاورة مثل تركيا ورومانيا وبلغاريا. كما أن هنالك أيضًا تحديات أخرى تعيق وبشكل مباشر تقدم السياحة العلاجية في الأردن. والمتجسدة في ارتفاع التكلفة التشغيلية وخاصة كلفة الطاقة، وأسعار المستلزمات الطبية والأدوية مقارنة مع دول مجاورة التي تم ذكرها آنفًا. رغم أن الأردن يتمتع بأمن واستقرار وتوفر مستشفيات وأطباء أكفاء إلى جانب مناخ معتدل وأماكن عديدة للاستجمام. يحتاج فيه قطاع السياحة العلاجية إلى دعم واهتمام حكومي أكبر ليستمر في المنافسة وجذب الزائرين. بحيث يسعى الأردن جاهدًا إلى استقبال أزيد من 250 ألف زائر بهدف العلاج والاستشفاء سنويا. وكذا تحقيق مدخول يفوق ضعف الناتج عن السياحة العلاجية والمتمثل في المليار دولار أمريكي سنويًا.
الجدير بالذكر أن الأردن تحتوي شيدت خلال ثلاثة العقود الأخيرة ما يزيد عن 125 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين. إذ يشكل عدد المستشفيات الخاصة منها 70 مستشفى أما المستشفيات الحكومية فيبلغ عددها 35 مستشفى والعسكرية 15 مستشفى بالإضافة إلى مستشفيين جامعيين.