صحة ممتازة في أكل متوازن نظيف
دمشق … انطوانيت متى
إعداد الطعام النظيف المتوازن والجيد ضرورة لا بد منها، خاصة في المواسم الحارة، وهذا لضمان صحة سليمة خالية من كل شوائب المؤثرات الخارجية، فمن دون الوقاية وغسل اليدين وتعقيم بعض الأدوات واللوازم المطبخية، حتما يسبب المرض ويسهل انتشاره بسهولة وبسرعة فظيعة. أحد أسباب التسمم الغذائي يتجسد في التلوث وعدم الاكتراث بأبسط عوامل النظافة، إن لم نقل أنه السبب الرئيسي في أغلب الأحيان، إذ يسمح بإمكانية نقل البكتيريا الضارة والجراثيم من غذاء إلى آخر وبكل سهولة.

يمكن انتقال البكتيريا بشكل مباشر أو غير مباشر، من الأيادي والأدوات واللوازم المطبخية كالسكاكين وألواح التقطيع خاصة، والأسطح والملابس والمياه ووسائل التسوق بعامة، والحل هنا يتجسد في فصل وابعاد كل المسببات والسبل التي تودي إلى كارثة صحية، مخلفاتها أضرار تلازمنا لوقت معتبر. وأيضا يجب التحقق من الثلاجات بانتظام وتنظيفها من الداخل والخارج بالكلور أو الخل، كذلك مراجعة درجات الحرارة المناسبة لضمان صحة وصلاحية الغذاء بشكل دوري ومنتظم. ناهيك عن مراجعة نظام التهوية أيضا، طبيعيا كان أو غير ذلك، مثل أجهزة التهوية الكهرومنزلية، أنه عامل لا يستهان به في ضمان جو نظيف صحي لا للمطبخ فقط ولكن للمنزل كله.
أنواعه

التسمم الغذائي عدوي تصيب الشخص بعد تناوله أطعمة ملوثة وغير نظيفة. ويمكن حدوث ذلك، أثناء إعداد الأطعمة وطهيها، إذ تعمل الكائنات المسببة لهكذا داء، على حدوث التلوث، بسبب عدم معرفة طبخ الطعام بطريقة سيئة وغير صحيحة، أو وجود طفيليات ضارة مثل التي تحملها القوارض والحشرات التي تحملها إلى طعامنا. ناهيك عن الفيروسات والبكتيريا والبريونات والتركيبات الكيماوية.
1 ــ اليدان … عدم نظافة اليدين، يعتبر من أهم العوامل المؤدية إلى تلوث الطعام وبالتالي التسمم الغذائي. إذ تعتبر اليد البشرية أيضا، سببا رئيسيا في حدوث التسمم، بنسبة تفوق 90%.
2 ــ الطفيليات … وتنتشر من خلال القوارض والحيوانات الأليفة البيتية والصراصير والحشرات. عن طريق البول والبراز اللذان يخلفانه هذه المخلوقات، ناهيك عن انتقاله بواسطة الأرجل والوبر واللعاب وغيرها.
3 ــ تخزين الأطعمة … سوء طريقة تخزين الأطعمة، يودي لا محالة إلى تكاثر الجراثيم، في حال خاصة توفر ظروف حرارية والرطوبة المناسبة، ناهيك عن تلك التي تركت طوال الليل دون أدنى عوامل الوقاية والتخزين الجيد.

4 ــ تحضير الطعام … المكان الذي يتم فيه تحضير الأكل، غالبا ما يشكل مصدرا واسعا لحدوث التسمم الغذائي، والمصدر الرئيسي هنا، هو التلوث المتبادل، والذي يعتبر النتيجة المثلى لانتقال الجراثيم من أكل إلى آخر، باستعمال الأدوات واللوازم المطبخية كالسكانين وأدوات التقطيع، دون تنظيفها جيدا أو تعقيمها خلال كل استعمال.
5 ــ الحيوانات والنباتات … مما لا شك فيه أيضا أن الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي، مصدرها الحيوانات والنباتات. خاصة تلك المعروفة باسم الأشريكية القولونية والموجودة مسبقا في أمعاء الحيوانات، دون نسيان النباتات التي تغطيها فضلات الحشرات والأتربة الملوثة، والتي تكون سببا كافيا بل ومقنعا في خلق التسمم الغذائي.
الأعراض
1 ــ آلام وتشنجات … الشعور بألم كبير في البطن، لتبدأ الجراثيم أو المواد الضارة بفرز موادها السامة، فتودي عملية كهذه إلى ألم في منطقة البطن، خاصة المعدة والأمعاء. يرافق هذا الألم تشنجات تعمل على تسريح قناة الهضم للتخلص السريع من السموم المكتسبة.
2 ــ الإسهال … وهو من أبرز عوارض التسمم الغذائي، يتم من 4 إلى 8 مرات في اليوم خلال عملية التسمم، كما يستمر لبضعة أيام أيضا. ويكمن السبب هنا، في عجز قناة الهضم من امتصاص السوائل التي أفرزتها خلال عملية الهضم العادية،
3 ــ آلام الرأس … رغم أن هناك عوامل عديدة أخرى تسبب الصداع، غير أن التسمم الغذائي يسبب صداعا قويا، بسبب فقدان السوائل والجفاف.
4 ــ التقيؤ والغثيان … ويعد التقيؤ أهم أحد العوارض، ويحدث جراء التقلص الشديد لعضلات البطن، وهي طريقة لحماية الجسم من الأخطار المتسللة عن طريق الفم. أما الغثيان فهو شعور بالتقيؤ، وغالبا ما يكون الشعور به، بعد تناول الأكل الملوث مباشرة.
6 ــ التعب والارهاق … والسبب في ذلك، هو محاولة الجهاز المناعي التصدي للتسمم ومحاربته للقضاء عليه نهائيا.
7 ــ ارتفاع في درجة الحرارة … يرافق التسمم الغذائي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن طبيعة المعدل، كما تعتب من أهم الأعراض الجانبية لحالة التسمم، مرتبطة بآليات الدفاع التي يمتلكها الجسم للتصدي لأي هجمات غير متوقعة.
8 ــ القشعريرة والرعشة … ويحدث هذا خلال ارتفاع درجة الحرارة، لتنقبض إثرها العضلات وتتشنج بشكل سريع ومتواصل، بغية توليد الطاقة ورفع درجة حرارة الجسم، ليقوم الجهاز الدفاعي بعمله.
ماذا نأكل بعد التسمم الغذائي
1 ــ السوائل … يستنزف التسمم الغذائي السوائل، بسبب القيء والاسهال، لذلك يجب تعويض خسارة الجسم للسوائل بأطعمة تحتوي على نسبة عالية من السوائل، المياه المعدنية والحساء والعصائر الطازجة والمشاريب الساخنة.
2 ــ الخضار والفواكه … تهدئ المعدة وتسكن الآلام وتقلل من التشنجاتـ لاحتوائها على الكربوهيدرات المركبة والسكريات والمعادن والفيتامينات. نخص بالذكر هنا الموز.
3 ــ الأرز الأبيض والزنجبيل … الزنجبيل يخفف من اضطرابات المعدة بعد التسمم ويهدئها، أما الأرز الأبيض يعمل على تهدئة المعدة أيضاـ ويمتص كل الشوائب والمخلفات التي تركها الداء، لاحتوائه على الألياف والنشويات والسكريات.

4 ــ العسل والليمون … وهما يعملان كمضادان حيويان للتخلص من بقايا ومخلفات الجراثيم، فالعسل وكل ما يحمله من عناصر وخصائص وفوائد كثيرة، يعتبر شفاء لكل الأمراض. أما الليمون يقضي على البكتيريا المسببة في حدوث التسمم الغذائي.