بيروت …. الأخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
عى أي حال، قد ينطوي اضطراب التواصل لدى الأطفال على مشاكل في السمع أو الصوت أو الكلام أو وظايف اللغة او مزيجا من كل هذه المشكلات.
يعاني أكثر من 12 % من الأطفال من اضطراب في التواصل. يمكن أن تؤثر على منطقة اتصال واحدة في منطقة أخرى. مثلما يؤدي ضعف الوظيفة السمعية إلى إضعاف القدرة على ضبط طبقة الصوت أو نبرة الصوت وهنا يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الصوت. يمكن أن يتداخل فقدان السمع مع تطور اللغة. كما يمكن أن تؤثر جميع اضطرابات الاتصال، بما في ذلك اضطرابات الصوت، على الأداء المدرسي والعلاقات الاجتماعية.
هناك عدة أنواع من اضطرابات التواصل منها:
1 ــ اضطرابات الصوت … يعاني أكثر من 6 % من أطفال المدارس من مشاكل في الصوت، وغالبًا ما يعانون من بحة في الصوت. تحدث هذه المشكلات عادةً بسبب الإفراط في استخدام الصوت على المدى الطويل، أو التحدث بصوت عالٍ جدًا، أو مزيج من الاثنين معًا.
يعاني العديد من الأطفال الذين يشكون من مشاكل في الصوت من عقيدات صغيرة على الحبال الصوتية. ليس من الواضح إلى أي مدى تساهم المشاكل الصوتية في تطور العقيدات أو إلى أي مدى تساهم العقيدات في مشاكل الصوت. عادة ما تختفي هذه العقيدات مع علاج الصوت ونادرًا ما تتطلب الجراحة.
2 ــ اضطرابات النطق … اضطرابات تسبب صعوبة في الكلام. تتأثر قدرة الأطفال على التواصل بشكل هادف. إذ يعاني حوالي 5 % من الأطفال الملتحقين بالدورة التحضيرية من اضطرابات في النطق. والتي بدورها تشمل ما يلي:
ــ جودة صوت الأنف المفرط أو التحدث من الأنف … يمكن أن يحدث هذا الاضطراب بسبب الحنك المشقوق أو أي تشوه آخر في الوجه.
ــ التلعثم … عادة ما يبدأ التلعثم النمائي، وهو الشكل المعتاد للتلعثم، بين سن 2 و 5 أعوامٍ وهو الأكثر شيوعًا عند الأولاد. إلى حدِّ الساعة لا يزل السبب غير معروف، لكن التلعثم ينتشر في العائلات. بينما اضطرابات الجهاز العصبي ليست من الأسباب الشائعة للتلعثم.
معظم الأطفال الذين يعانون من اضطراب النطق ليس لديهم سبب جسدي يمكن اكتشافه، ولكن البعض يعاني من اضطرابات في الجهاز العصبي يعيق تنسيق العضلات اللازمة للكلام. يمكن أن يؤدي ضعف التنسيق العضلي أيضًا إلى صعوبة البلع، وقد تظهر صعوبة في البلع قبل تداخل الكلام.
3 ــ اضطرابات اللغة … قد تنخفض القدرة على استخدام اللغة أو فهمها أو التعبير عنها لدى الأطفال الأصحاء وهذا ما يُعرف باسم اضطراب اللغة المحدد. لذلك تتأثر القدرة على التواصل بشكل كبير، ما يحد من الفرص التعليمية والاجتماعية والمهنية. يحدث هذا الاضطراب في حوالي 5 % من الأطفال وهو أكثر شيوعًا عند الأولاد. يبدو أن الجينات غير الطبيعية لها دخل كبير في حدوث ذلك. كما قد تتطور مشاكل اللغة بسبب اضطراب آخر، مثل إصابة الدماغ، أو الإعاقة الذهنية، أو فقدان السمع، أو الإهمال أو سوء المعاملة، أو التوحد، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
يبدو أن بعض الأطفال يتعافون من تلقاء أنفسهم. أما البعض الآخر يحتاج إلى علاج النطق.
نصيحة … قبل كل شيء، يجب أن يكون الآباء أو مقدمو الرعاية في حالة تأهب لمشاكل الاتصال عند الأطفال. ويجب عليهم التماس العناية الطبية إذا كانوا يشتبهون في حدوث هذه المشكلة. تتوفر قوائم مرجعية لمراحل تطوير الاتصال ويمكن أن تساعد الآباء ومقدمي الرعاية في اكتشاف المشكلة. وإذا لم يتمكن الأطفال من نطق كلمتين على الأقل بحلول عيد ميلادهم الأول، فقد يكون لديهم اضطراب في التواصل.