ممارسة النشاط البدني تساعد على الوقاية من ظهور العديد من الأمراض. لذلك، فهي ضرورية جدًا لجميع المصابين بداء السكري، دورها الأساسي يتجلى في تحقيق توازن هذا المرض الصامت الخطير، تماماً مثل النظام الغذائي المتوازن والعلاجات الدوائية وما إلى ذلك. فوائدها عديدة، أبرزها تحسين توازن نسبة السكر في الدم وتنشيط أجهزة الجسم الحيوية. بما في ذلك الدورة الدموية.
بيروت … المعالجة الطبيعية وأخصائية التغذية الدكتورة صوفيا أبو غصن
يتجلى دور النشاط البدني أساسًا في تعزيز الصحة الجيدة والوقاية من العديد من الأمراض غير المعدية. سواء كنت تشعرين بالقدرة على المشي أو السباحة أو التمدد، فكل ذلك يُحدِثُ فرقًا، سواء كنت مصابة بمرض السكري أم لا. كما هو الحال مع النظام الغذائي، وتناول العلاجات كالأدوية والأنسولين. فالنشاط البدني هو بذاته أحد ركائز توازن داء السكري على المدى الطويل.
في حال كنت مصابة بداء السكري من النوع 1 أو 2، فإن أي نشاط بدني أو رياضي له تأثير إيجابي على نتائج الهيموجلوبين السكري، بالإضافة إلى العلاجات الدوائية واتباع نظام غذائي متنوع ومكيف، ولكن أيضًا على الوقاية من مضاعفات مرض السكري. نظرًا لأن الجسم يستهلك طاقة أكبر أثناء النشاط البدني مقارنةً بالراحة.
ممارسة النشاط البدني مع مرض السكري من النوع الأول تتطلب تكييف تناول الطعام وتناول الأنسولين وفقًا لما يحدده النشاط الممارس. أما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، فإن النشاط البدني يحسن عمل الأنسولين بشكل ملحوظ، أو ما يُسمى بتقليل مقاومة الأنسولين.
فوائد الرياضة لا تُعد ولا تُحصى، ولكن غالبًا ما تشعرين بالقلق بشأن كيفية تفاعل جسمك وكيف يمكن أن يؤثر الرياضة على مرض السكري. في حين يعتقد بعض الناس أن التحرك أكثر سيكون مرهقًا للغاية أو يجعل من الصعب التحكم في داء السكري، قد يشعر أشخاص آخرون بالقلق بشأن مستويات السكر في الدم لديهم.
هنالك أيضًا أوقات لا تشعرين فيها بالتحفيز للتحرك. هذه المخاوف والمشاعر مفهومة ومقبولة، ولكن من المهم تذكُر أنه ليس عليك التعامل مع هذه المشاعر بمفردك.
فوائد النشاط البدني
ــ تحسين حساسية الأنسولين.
ــ توازن نسبة السكر في الدم.
ــ انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ــ تحسين ضغط الدم.
ــ انخفاض الدهون في البطن، والحفاظ على الوزن أو فقدانه.
ــ انخفاض في مستوى الكولسترول السيئ (LDL)، وزيادة في مستوى الكولسترول الجيد (HDL).
– امتصاص التوتر والقلق، وزيادة الثقة بالنفس والرفاهية، وتحسين نوعية النوم.
النشاط البدني الأمثل لمرضى السكري
ليس كل شخص لديه نفس البنية ويجب تجنب بعض الأنشطة أو تفضيلها اعتمادًا على ملفك الشخصي. بما في ذلك، الحالة الصحية، العمر، الحمل، عادات نمط الحياة، والمضاعفات، وما إلى ذلك.
عمومًا، من الأفضل محاولة الجمع بين أنواع مختلفة من الأنشطة الخفيفة والأكثر كثافة، ولكن بطريقة تدريجية. لأن الأنواع المختلفة من الأنشطة لها فوائد مختلفة وتستخدم أجزاء مختلفة من جسمك. سواء كانت أنشطة لطيفة أو كثيفة.
أما أما الأنشطة الجماعية فهي في حد ذاتها علاج. هي طريقة ممتازة لمشاركة تجربتك وتشجيعك على العودة إلى النشاط ومواصلته على المدى الطويل.
نصيحة
ـــ توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط المعتدل الشدة أسبوعيًا أو 30 دقيقة من المشي السريع يوميًا. ويمكن تحقيق هذا الهدف مرة واحدة أو عدة مرات خلال اليوم للحصول على فوائد صحية مماثلة.
ـــ الانتظام والمتعة مهمان عند ممارسة النشاط البدني. يمكنكِ استكمال نشاطك اليومي لمدة 30 دقيقة بنشاط أكثر كثافة في عطلة نهاية الأسبوع.
ـــ إذا استأنفت النشاط البدني، تحدثي إلى طبيبك من أجل إجراء تقييم طبي للممارسة الآمنة.
إذا لزم الأمر
ـــ كوني برفقة أخصائي صحي.
ـــ كوني أكثر نشاطًا كل يوم.
ـــ كوني حريصة على إعادة توازن نظامك الغذائي.
تذكير
تعتبر مرحلة ما قبل السكري بمثابة دعوة للاستيقاظ لإيلاء المزيد من الاهتمام لجسمك وإجراء تغييرات من شأنها أن تؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة. إن أفضل علاج لمقدمات السكري هو من خلال تغيير نمط الحياة وعلى أساس الالتزام بقواعد الصحة والنظام الغذائي.
عندما تكونين في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، فإن النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بالسكري على المدى المتوسط أي 3 سنوات، بحوالي 50 % ويساعد على تأخير ظهور المرض. ولذلك، من الضروري.