كيف يحمي مرضى السُكري أنفسهم من الجفاف والحرارة الشديدة؟
تجدين سيدتي كل يوم وصفة أو نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك. واحصلي على نصائح خبرائنا لاتخاذ الخيارات الغذائية الصحيحة لصحتك وشكلك!
أبدًا، لا يجتمع داء السكري والحرارة الشديدة معًا. مخاطر الجفاف، وتقلبات سكر الدم، وعلاج للتكيف وما إلى ذلك. هذه جميع ردود الفعل المناسبة لتجاوز موجات الحر بسلام لمرضى السُكري.
بولندا … أخصائية أمراض الغدد الدكتورة أنييلا بطرس بولنسكي
تُخل الحرارة بتوازن داء السكري. فهي تُعزز الجفاف وبالتالي خطر ارتفاع سكر الدم وتُغير الشهية والنشاط البدني وبالتالي خطر نقص السكر في الدم، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين.
بعض الفئات أكثر عُرضة للخطر. بما فيهم، كبار السن، والمصابون بأمراض متعددة، والذين يتناولون الأنسولين، والذين يعيشون بمفردهم، أو الأطفال المصابون بداء السكري. تُدير أجسامهم الحرارة وسكر الدم بشكل أقل كفاءة.
فالحرارة الشديدة تؤثر بالفعل على مستويات السكر في الدم وتسبب اختلالًا في توازن مرض السكري. وعليه، يصعب الحفاظ على هذا التوازن. في الحر، التعرق يكون أكثر. يفقد الجسم الماء والعديد من المعادن الأساسية. إذا لم يكن الترطيب كافيًا، يبدأ الجفاف بسرعة. ونتيجةً لذلك، يتركز السكر في الدم، مما قد يسبب ارتفاع سكر الدم، المعروف أيضًا باسم الجفاف.
كما قد يحدث تأثير معاكس أيضًا. فخلال فترات الحر الشديد، غالبًا ما نشعر بجوع أقل، ويتباطأ الهضم، وقد نبذل جهدًا بدنيًا أكبر دون أن ندرك ذلك. هذه كلها عوامل تؤدي بالفعل إلى نقص سكر الدم. وعليه، يجب مراقبة هذه الحالات عن كثب، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتلقون العلاج بالأنسولين أو الجلينيدات أو السلفوناميدات، لأنَّ خطر انخفاض سكر الدم يكون أعلى بكثير.
كذلك، تؤثر موجات الحر على فعالية بعض الأدوية، وخاصةً الأنسولين. فتأثير الحرارة يتمدد في الأوعية الدموية، مما يُسرّع من مفعول الأنسولين المحقون. ونتيجةً لذلك، يكون تأثيره أسرع. وأحيانًا أسرع من اللازم، مع خطر نقص سكر الدم. نقطة أخرى يجب الانتباه إليها. إذا تم تخزين الأنسولين أو نقله بشكل غير صحيح دون حماية، فقد يتغير بفعل الحرارة ويصبح أقل فعالية وتحدث الكارثة فيما بعد!
هنالك صعوبة أخرى. لدى بعض مرضى السكري، تكون آليات تنظيم درجة حرارة الجسم أقل فعالية، وخاصةً في حالات الاعتلال العصبي. كما يتعرق الجسم بشكل أقل، أو لا يتفاعل بشكل صحيح مع الحرارة، مما يزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس. كما قد يتغير الشعور بالعطش أيضًا، وخاصةً لدى كبار السن.
يُضعف داء السكري، خاصةً إذا كان غير مُسيطر عليه جيدًا، بعض الأعضاء. كالقلب والكلى والأعصاب. ومع ذلك، فهذه الأعضاء تحديدًا هي الأكثر تضررًا خلال موجات الحر. تُخفض الحرارة ضغط الدم، وتُسرّع ضربات القلب، وقد تُفاقم حتى الفشل الكلوي الخفيف. في حال عدم كفاية الترطيب، تتفاقم هذه المخاطر.
تؤثر الحرارة على مرضى السكري على عدة مستويات:
ــ تُعزز الجفاف، وبالتالي ارتفاع سكر الدم.
ــ تُعيق تناول الطعام، مع خطر نقص سكر الدم.
ــ تُقلل من إمكانية التنبؤ بالعلاجات.
ــ تُعطل آليات التنظيم الحراري.
ــ تزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى.
هل يجب تعديل جرعات دواء السكري أو الأنسولين في الطقس الحار؟
يمكن أن تؤثر الحرارة على احتياجات الجسم من الأنسولين أو ردود فعل الجسم تجاه مضادات السكري الفموية. لذلك، من المهم:
ـــ مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل متكرر قبل وبعد الوجبات، وبعد التمرين، وفي المساء.
ـــ ملاحظة أية أعراض غير طبيعية مثل التعب، التعرق، الدوخة … إلخ، خاصةً بعد النشاط البدني أو تناول وجبة خفيفة.
ـــ استشر الطبيب أو أخصائي السكري أو الصيدلي في حال الشك. قد يكون تعديل بسيط كافيًا لضمان فترة خالية من التوتر.
ـــ حمِاية الأنسولين من الحرارة. وعدم ترك أقلام أو قوارير الأنسولين في الشمس. خاصة، في السيارة، الفناء، الحقيبة … إلخ. تحت أشعة الشمس المباشرة.
ـــ يجب الاحتفاظ بالأنسولين في علبة عازلة أو في الثلاجة بين درجتين وثماني درجات مئوية.
كيفية تخزن الأدوية والأنسولين بشكل صحيح خلال موجة الحر؟
بتبني العادات الصحيحة والاستماع إلى نداء الجسم، يمكن الاستمتاع بموسم حار على أكمل وجه. زجاجة ماء في اليد، بخاخ في الحقيبة، جرعة جيدة من الحس السليم. ويصبح الطقس الحار الصيف أخف على الفور. لأنَّهُ غالبا ما تؤثر الحرارة على فعالية بعض الأدوية. هذه النصائح تُساعد على تخزينها بشكل صحيح وآمن:
ـــ حفظ الأدوية بعيدًا عن الحرارة والضوء المباشر. وتجنب وضعها في الحقيبة تحت أشعة الشمس المباشرة، أو في سيارة ساخنة، أو بالقرب من نافذة مشمسة، أو على حافة النافذة.
ـــ اتباع تعليمات التخزين المحددة في النشرة الداخلية للعبوة، وخاصةً للأنسولين والأدوية القابلة للحقن.
ـــ يجب تخزين الادوية في الثلاجة في درجة حرارة تتراوح ما بين 2 و8 درجات مئوية قبل الفتح، ثم في درجة حرارة الغرفة بعد الفتح. عادةً أقل من 25-30 درجة مئوية.
ـــ في درجات الحرارة التي تزيد عن 30 درجة مئوية، يُنصح باستخدام الصناديق أو الأكياس المعزولة لنقل الأنسولين والأدوية القابلة للحقن عند السفر.
ـــ فحص الأدوية بانتظام. إذا تغير مظهرها كاللون، الملمس، أو إذا تعرضت لحرارة زائدة، عندئذٍ يجب استشارة الصيدلي أو الطبيب.
ـــ في حالات السفر، يجب التخطيط لتجهيز كمية كافية من الأدوية والمعدات. بما في ذلك، جهاز قياس السكر، شرائط الاختبار، الأنسولين. والحرص على وجود الوصفة الطبية ونموذجًا أو بطاقة تثبت الإصابة بالسكري.
نصيحة
ـــ يجب التوخي الحذر من 30 درجة مئوية.
ـــ يجب مراقبة علامات الجفاف، وفرط سكر الدم والعطش، والتعب، ونقص سكر الدم والرعشة، والتعرق.
ـــ يجب تعديل العلاجات وترطيب الجسم بانتظام.
ـــ يُنصح عمومًا بتوخي الحذر بمجرد وصول درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية. ولكن قد تختلف عتبة التحمل تبعًا للعمر، والصحة العامة، والمضاعفات المحتملة المرتبطة بالسكري.
تذكير … قومي بإرسال بريدك الإلكتروني واحصلي كل يوم على نصائح صحية تُحدث فرقًا حقيقيًا. تناولي طعامًا جيدًا، وتحركي جيدًا، ونامي بشكل أفضل. كل ما تحتاجينه لحياة صحية وهادئة، بنقرة واحدة. فقط، كوني مبدعةً ودعي رغباتك تنطلق!

