بدايتهم شهرة وثراء ونهايتهم مرضى وفقراء
القاهرة … برلنتي عبد العزيز
وفاة الفنانات المفلسات ليس حكراً على العربيات فقط، بل هناك فنانات أمريكيات كثيرات عشن حياة في غاية النجاح والنجومية والثراء الفاحش، وغادرن كل هذا العز والجاه وهن في أسوأ وأرذل حالات الفقر والمرض والوحدة. حيث لا ملجأ ولا حيلة لهن حينها سوى التعايش مع وضعهن المحتوم، والقبول بحياتهن الجديدة، وعليه فإن إفلاسهن ليس أمرا جديدا، فمنذ الأزل تجمع النجمات المال، يحققن المجد والشهرة، ثم يخسرن كل شيء، أو ربما هو قدرهن نتيجة أسباب شخصية تخصهن.

ــ ليلى مراد … سندريلا السينما العربية في الأربعينيات من القرن الماضي، مطربة كبيرة ونجمة سينمائية لامعة، مثلت في عديد الأفلام الدرامية والاستعراضية الى جانب عمالقة السينما المصرية كمحمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وأنور وجدي ونجيب الريحاني وغيرهم. ليلى مراد تعرضت في أواخر حياتها لشائعات تتعلق بأصولها اليهودية، ومساعدتها لإسرائيل، وثبت بعد تحقيقات مكثفة عن عدم صدقيتها، وبرغم ذلك أمضت سنواتها الاخيرة فقيرة ووحيدة ومعزولة ومحبطة إلى أن وافتها المنية سنة 1995.
ــ صباح ... عندما توفيت المطربة انطلقت مسيرات الرقص والغناء في شوارع لبنان، تاركة وراءها رسالة الفرح حيث رافقها الفرح الى مثواها الأخير، رغم أنها عاشت سنواتها الاخيرة نزيلة فندق بعد أن خسرت منزلها وأملاكها كلها.

المطربة والممثلة صباح عاشت حياة الشهرة كما لم تعشها أي فنانة، عمرها الفني تعدى الـ 70 عاما، رصيدها السينمائي 83 فيلما و27 مسرحية، أغنياتها تعدت الـ 3000 أغنية، ومع هذا كله أمضت سنواتها الأخيرة وحيدة حزينة ومفلسة تعيش في فندق الروايال ببيروت.
ــ جودي غارلند … مسيرتها الفنية تخطت الـ 40 سنة في التمثيل، فنانة كبيرة عملت بجهد ونجاح، جمعت ثروة طائلة وعاشت حياة راغدة، غير أنها حسرت كل ما تملك، بسبب أنها تزوجت خمس مرات وطلقت أربع مرات، فاستغلها بعض المحامين وأنقت على قضاياها الملايين، وماتت عن عمر ناهز الـ 47 عاما، فقيرة حزينة جدا ومدمنة على الكحول والمخدرات.

ــ هيدي لامار … والملقبة بأجمل فتاة في أوروبا، اشتهرت بدورها في العمل الفني الكبير في فيلم شمشون حيث جسدت فيه دوى دليلة ودليله مع فيكتور ماتور. تزوجت وطلقت ست مرات، كان كل طلاق يكلفها مبالغ طائلة من المال، ناهيك عن استغلا محاميها لها. هذه المرأة التي حصدت الملايين من أعمالها الفنية والسينمائية في هوليوود لم تترك وراءها سوى رصيدها الفني الذكريات الخالدة.

ــ زينات صدقي … حبيبة الجماهير، التي أضحكت الملايين وأسعدتهم لم تجد أحدا يواسيها، تخل عنها كل الزملاء والأصدقاء، عاشت أواخر أيامها بلا أضواء، وحيدة بائسة، باعت أثاث منزلها لتأمين احتياجاتها المعيشية، ظلت تعاني المرض والفقر، لم تستطع تحقيق أمنيتها الوحيدة المتمثلة في حج بيت الله الحرام، حيث توفت يوم 02 مارس عام 1978م عن عمر ناهز 64 عاما، متأثرة بداء تراكم الماء في الرئة بعد أن طلبت من الرئيس الراحل محمد أنور السادات مساعدتها في أداء مناسك الحج على نفقة الدولة.
زينات صدقي من مواليد الإسكندرية في 4 مايو عام 1913، وشاركت في عدد من الأعمال الفنية مثل المجانين في نعيم، ومعبودة الجماهير، والعتبة الخضراء والأنسة حنفي وغيرها من الأعمال الخالدة.

ــ السندريلا سعاد حسنى … التى ملأت الدنيا كلها فرحا وسعادة، غادرت الدنيا وهى لا تملك سوى 4 ألاف جنيها إسترلينيا للعلاج و60 جنيها لنفقات المعيشة، بعد أن منعت الدولة عنها الإعانة المخصصة لها ولعلاجها والتي كانت ترسل لها في لندن، سعاد حسني التي كان تعيش فترة ذهبية من الشهرة والثراء وتدفع مبالغ طائلة لفساتينها ومكياجها أمضت سنواتها الأخيرة فقيرة بلا مال، وحيدة ومريضة في شقة صغيرة في لندن وعاجزة عن دفع تكاليف علاجها، حتى يوم موتها اللغز الغامض في لندن سنة 2001م

ــ توني براكستون … المغنية الشهيرة صاحبة أعنية Unbreak My Heart ، حققت شهرة واسعة جداً في نهاية التسعينات، لم تتمكن من إصدار ألبومات جديدة ناجحة أخرى، ما جعلها تعلن إفلاسها عام 2010م للمرة الأولى، ثم للمرة الثانية عام 2013م، والسبب أنها اشترت منزلاً بثلاثة ملايين دولار رغم أنها لا تملك فلساً واحداً، حيث تعدى حجم ديونها الـ 5 ملايين دولارا أمريكيا.
ــ باميلا أندرسون … أجمل الجميلات التي كانت حلم كل رجل قبل أن تدمر حياتها بعمليات التجميل، النجمة لم تدمر ملامحها فقط بهذه العمليات بل أنفقت عليها كل ثروتها، ناهيك عن واقع أنها كانت تعيش حياة مترفة، وكانت تنفق الملايين على أتفه الأمور، أعلنت إفلاسها وعدم قدرتها على تسديد الضرائب تم استجوابها بعد أن قامت بدفع مليون دولار لتجديد منزلها، وفي نهاية المطاف تم الحجز عليه وعلى ممتلكاتها الأخرى.
ــ وداد حمدى … الفنانة المصرية، كما يطلق عليها خدامة السينما، توفيت في 26 مارس عام 1994 على يد ريجيسير كان يعمل بجوارها لسنين، حيث تلقت الفنانة وداد حمدي اتصالا هاتفيا من الريجيسير متى باسليوس، وأثناء حديثه معها عرض عليها أداء دور بأحد المسلسلات، وذهب باسليوس في الموعد المحدد والمتفق عليه إلى منزلها، لكنه قبل الذهاب إليها قام بشراء قفاز وسكينة. فوجئت بوجوده خلفها في غرفة نومها الخاصة مشهرا سكينا في وجهها، وقرر أن يتخلص منها، بدافع السرقة من خلال طعنها بالسكين 35 طعنة في الصدر والبطن حتى سقطت على الأرض جثة هامدة، رغم توسلها إليه واستعطافه. ماتت وداد حمدي وهي لا تملك سوى 250جنيها مصريا كانوا بحوزة القاتل.
ــ فاطمة رشدي … من أفضل الفنانات المصريات اللاتي أحبها الجمهور العربي الواسع، ولكن لم تختلف نهايتها المأسوية كثيرا عن زميلاتها في الوسط الفني، فبعد اعتزالها الفن تدهورت حالتها المادية والصحية، وعاشت في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، فتدخل الفنان فريد شوقي لإعانتها وبالفعل أوصل الأمر إلى الدولة التي عملت بدورها على توفير شقة، ولكن توفيت سارة برنارد الشرق كما كانت تلقب وقت شهرتها بمجرد استلامها لشقتها الجديدة، في سنة 1996م عن عمر ناهز 87 سنة بعدما اعتزلت الفن في أواخر الستينيات، وعاشت رشدي أواخر أيامها وحيدة كئيبة، عاجزة عن دفع أبسط مصاريف العلاج.

ــ تحية كاريوكا … وتوفت عن عمر ناهز الثمانين في عام 1999، وتركت وراءها قصة فقر كافر، بعد شهرة ساطعة وأموال طائلة، انتقلت للعيش في منزل سيدة لا تعرفها بعد ما صارت بلا أموال ومسكن، ما اضطر الفنانين سمير صبري وفاتن حمامة للتكفل بها وشراء شقة لها والإنفاق عليها أيضا.
ــ أمال فريد … فنانة مصرية عاشت حياة المشاهير والمجد والثراء الفاحش، لينتهي بها المطاف في دار المسنين بالقاهرة، أين توفت متأثرة بمرض فقدان الذاكرة في 19 جوان/حزيران سنة 2018م.
ــ نادية فهمي … فنانة مصرية أثارت قصة وجودها بدار المسنين بالقاهرة ضجة كبيرة، حيق هاجم الجمهور ابنتها الفنانة ابتهال وطليقها الفنان سامح الصليطي، بسبب تصرفها غير الأخلاقي هذا، غير أنهما بررا فعلتهما الصادمة بنصائح الأطباء، حيث أن نادية فهمي قد أصيبت قبل سنوات بالخرف وفقدان الذاكرة، حتى توفت عام 2019م. ناديا التي عايشت المجد والشهرة لسنوات عديدة مكللة برصيد معتبر من الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية.