كيف أعرف ما إذا كان طفلي مصابًا بالداء البطني؟
تجدين سيدتي كل يوم وصفة أو نصيحة من خبرائنا من اجل الاعتناء بك. واحصلي على نصائح خبرائنا لاتخاذ الخيارات الغذائية الصحيحة لصحتك وشكلك!
يعاني من 1 إلى 2 % من سكان العالم من الداء البطني، المعروف أيضًا باسم “عدم تحمل الغلوتين”. يتميز هذا الداء بأعراض تؤثر على الجهاز الهضمي والمزاج، وأحيانًا التنفس، ويجب مراقبته عن كثب وبحذر شديدين. قد يكون الداء البطني مسؤولًا عن بعض الأعراض لدى الأطفال. ما هي هذه الأعراض؟ بمجرد تشخيص المرض، ما العلاج المناسب؟ وكيف يمكن التعايش مع هذا الداء المزمن الخطير؟ الإجابات والشروحات في هذه الورقة.
قسنطينة … عبد العزيز قسامة بالتعاون مع البروفسور زكية قسامة الطبيبة المختصة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمستشفى الجامعي عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، والصيدلانية ورئيسة جمعية سنبلة السيدة سليمة قسامة بمدينة قسنطينة، والبروفسور مونية قسامة الطبيبة المختصة في طب الاطفال بالمستشفى الجامعي لمدينة بشار.
كان أيسر مولودًا جديدًا مبتسمًا … فجأة، في حوالي عامه الأول، عندما بدأ بتناول الأطعمة الصلبة، توقف انحناء وزنه وطوله فجأة. بدأ تعاني من إسهال مزمن غير مبرر وآلام في البطن. استشار والداه القلقان طبيب أطفال. فاقترح عليهما إجراء فحوصات دم على الفور، وأكدت خزعة معوية التشخيص، أنَّ أيسر يُعاني من الداء البطني.
الداء البطني، أو عدم تحمل الغلوتين، هو مرض مزمن يصيب الأمعاء الدقيقة، ويؤدي إلى اختفاء تدريجي للزغابات المعوية. ويرتبط هذا المرض المعوي المناعي الذاتي بتناول الغلوتين، المشتق من الغليادين الموجود في بعض منتجات الحبوب. يصيب هذا المرض الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي، وهو أكثر شيوعًا بثلاث مرات لدى الإناث منه لدى الذكور.
تقول البروفسور زكية قسامة الطبيبة المختصة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمستشفى الجامعي عبد الحميد بن باديس بقسنطينة: “في شكله التقليدي، يبدأ الداء البطني لدى الرضيع الذي يزيد عمره عن 6 أشهر، بعد أسابيع قليلة من إدخال الغلوتين في النظام الغذائي”.
كذلك، تضيف البروفسور زكية قسامة: “تختلف الأعراض غالبًا من طفل إلى آخر. يعاني بعض الأطفال عديد الأعراض المُشيرة، بينما قد يكون المرض صامتًا لدى آخرين. علاوة على ذلك، يُحتمل التقليل من تقدير معدل الإصابة بالداء البطني نظرًا لوجود أشكال ذات أعراض قليلة. يمكن تشخيصه في أي عمر. وتظهر أعراض واضحة على بعض الأطفال أو البالغين المصابين، بينما تظهر لدى آخرين وخاصة كبار السن أعراض أقل شيوعًا”.
البروفسور زكية قسامة: “من المهم فهم أنَّ الداء البطني ليس حساسية للغلوتين. وهذا فرق جوهري. فإذا تناول طفل مصاب بعدم تحمل الغلوتين كمية صغيرة، على سبيل المثال، في كافتيريا المدرسة أو في حفلة عيد ميلاد، فلن يحدث أي شيء على الإطلاق. وهذا يختلف عن حساسية الغلوتين، التي قد تُسبب الوذمة الوعائية، حتى لو كانت الكمية المتناولة ضئيلة”.
وعن الاعراض، تضيف الصيدلانية ورئيسة جمعية سنبلة السيدة سليمة قسامة: ” في حالة الداء البطني، لا تظهر الأعراض إلا عندما تكون الأخطاء الغذائية كبيرة أو متكررة. ليس من السهل تشخيص حساسية الطعام أو عدم تحمله لدى الوالدين. وتحدث الحساسية نتيجة رد فعل مناعي تجاه بروتين غذائي. كذلك، لا يؤثر عدم تحمل الطعام على الجهاز المناعي، بل يتميز بأعراض تؤثر على الجهاز الهضمي. الطريقة الوحيدة للتحقق من عدم تحمل الطعام أو الحساسية هي إجراء فحص للشخص المصاب”
كيف تعرف الأم ما إذا كان طفلها مصابًا بالداء البطني؟
حسب البروفسور مونية قسامة الطبيبة المختصة في طب الاطفال، أنَّ معظم الأطفال الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين يظلون بدون أعراض لفترة طويلة جدًا، أو حتى طوال حياتهم. تختلف الأعراض عند ظهورها باختلاف العمر. بالنسبة للأطفال، هذا ما يجب الانتباه إليه:
ـــ الغثيان والقيء … لا يبتلع الطفل طعامه، ويشعر بالغثيان أو القيء. ربما تفكر الام في التهاب المعدة والأمعاء، ولكن لا تستبعد عدم تحمل الطعام إذا تكررت هذه المشكلة في كل مرة تُحضّر فيها أطباقًا معينة. عليها أن تكتب في دفتر ملاحظات خاص ما يأكله طفلها في كل مرة يتقيأ فيها أو يشعر بالخمول، وأن تُظهره لطبيب الأطفال إذا سمحت لها الظروف.
ـــ الإسهال وآلام المعدة … يُعد الإسهال، المصحوب بآلام في المعدة، من أكثر أعراض عدم تحمل الطعام شيوعًا. يمكن أن ترتبط هذه الأعراض بالعديد من أمراض الأمعاء، لذا من المهم الانتباه إلى شدة هذه التفاعلات. في بعض الأحيان، في حالات عدم تحمل اللاكتوز، على سبيل المثال، قد يحتوي براز الطفل على دم.
ـــ الهيجان والعدوانية … يبدو أنَّ بعض الأطفال يغيرون سلوكهم بعد تناول أطعمة لا يتحملونها، مثل الغلوتين وبعض الملونات الغذائية وأيضًا منتجات الألبان. إذا لاحظتَ الام تهيجًا وعدوانية غير عاديين بعد الوجبات أو الوجبات الخفيفة، فيجب عليها زيارة طبيب الاطفال.
ـــ نوبة الربو … نوبة الربو هي رد فعل غير معروف لعدم تحمل الطعام، خاصةً لدى الأطفال الذين يعانون من عدم تحمل الكبريتيت. توجد هذه المادة في العديد من المنتجات المصنعة مثل رقائق البطاطا والفواكه المجففة والمعجنات. إذا لاحظت الأم أن هنالك صعوبة في التنفس وسعالًا جافًا بعد تناول الطعام، فيجب عليها التحقق من المكونات وبالتالي استشارة طبيب الاطفال.
ـــ الصداع … يُسبب التهاب الجسم الناتج عن عدم تحمل الطعام الصداع. وكما هو الحال مع أي عرض آخر، من المهم الانتباه إلى توقيت ظهور الصداع ومناقشته مع طبيب مختص.
ـــ أوجه القصور … يُسبب تناول الغلوتين بانتظام لدى الأطفال المصابين بالداء البطني ضمور الزغابات أو النتوءات الصغيرة التي تُبطن الغشاء المخاطي في الأمعاء الدقيقة. يُسبب هذا الضمور متلازمة سوء الامتصاص، مما يؤدي إلى نقص الحديد والكالسيوم وحمض الفوليك.
تذكير … قومي بإرسال بريدك الإلكتروني واحصلي كل يوم على نصائح صحية تُحدث فرقًا حقيقيًا. تناولي طعامًا جيدًا، وتحركي جيدًا، ونامي بشكل أفضل. كل ما تحتاجينه لحياة صحية وهادئة، بنقرة واحدة. فقط، كوني مبدعًة ودعي رغباتك تنطلق!

