حبة البركة السوداء … الأصل والتاريخ
بيروت … أنطوان صقر
لنرجع قليلًا لمعرفة تاريخ وأصل حبة البركة او الحبة السوداء. إذ تنمو حبة البركة السوداء في منطقة واسعة من شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب غرب آسيا، وتزرع في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر وإيران واليونان وسوريا وألبانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية والهند وباكستان.
تنتمي حبة البركة المعروفة بالاسم اللاتيني (Nigella sativa L.) إلى الفصيلة الحوذانية. وهو نبات عشبي حولي يصل ارتفاعه من 20 إلى 30 سم، أوراقه خطية، أزهاره زرقاء اللون، ثماره كبسولة وبذوره سوداء صغيرة تشبه الكمون. ومن هنا جاء اسمه حبة البركة.
كان علماء الأعشاب القدماء يعتبرون حبة البركة أو العشبة المعجزة “عشبة السماء المباركة” لأنَّها من النباتات التي تنزل من السماء. وقد تم ذكر خصائصها الطبية في عديد النصوص المقدسة، وكذلك من قبل المؤلفين اليونانيين القدماء. في كتابه الشهير “القانون في الطب”، نسب ابن سينا، وهو طبيب مشهور من القرن العاشر وأبو الطب الحديث المبكر، عدة خصائص إلى حبة البركة عند تناولها عن طريق الفم، مثل تحسين طاقة الجسم والتعافي من التعب. وقد تم توثيق الاستخدام التقليدي لزيت حبة البركة أيضًا موضعيًا أي التطبيق الجلدي.
يعتبر موسم حصاد بذور حبة البركة ذو أهمية كبيرة لضمان محتوى مناسب من الثيموكوينون، وهو الجزيء النشط الأكثر دراسة. تميل البذور التي يتم حصادها في ذروة النضج، عادة في الخريف، إلى احتواء تركيزات أعلى من الثيموكوينون. لذلك فإنَّ الحصاد الدقيق وفي الوقت المناسب أمر ضروري لتحقيق أقصى قدر من جودة هذا الزيت المثير للإعجاب والدهشة.

طريقة استخلاص زيت حبة البركة أيضًا لها دور مهم في جودة ونوعية الزيت. يفضل عمومًا الاستخلاص بالضغط البارد للحفاظ على استقرار المركبات الحساسة للحرارة، مثل الثيموكوينون. تساعد هذه الطريقة اللطيفة في الحفاظ على التركيب الكيميائي للزيت قدر الإمكان وتضمن فوائده الصحية المحتملة.
وعادةً ما يكون زيت حبة البركة باللون الكهرماني إلى الداكن، وأحيانًا يكون ذا لونٍ أسود تقريبًا، مع ملمس خفيف وسائل. إنَّه يعطي رائحة مميزة، حارة، ترابية وفلفلية قليلا في نفس الوقت، وهي سمة من سمات بذور حبة البركة التي يتم استخراجها منها. عند وضعه على الجلد، يتم امتصاصه بسهولة ولا يترك أي بقايا دهنية بشكل عام، مما يوفر شعورًا بالنعومة والراحة.
إنَّ خصائصه المرطبة والمهدئة تجعله خيارًا شائعًا للعناية بالبشرة والشعر، في حين يضيف عطره الغني لمسة غريبة إلى العديد من منتجات العناية الشخصية والصحية على حدٍ سواء.
يُعرف زيت حبة البركة بتركيبته الغنية والمعقدة التي تحتوي على مجموعة من المركبات ذات الخصائص المتعددة. ومن بين العناصر الأساسية التي تعطي زيت حبة البركة خصائصه هي الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والثيموكينون، إلى جانب المكونات الأساسية الأخرى. والتي سوف نراها في مقالات لاحقة.
واليوم، يتم استخدام زيت حبة البركة على نطاق واسع للعناية بالشعر والبشرة. باعتباره زيتًا غنيًا بالأحماض الدهنية الأساسية، مثل حمض اللينوليك وحمض الأوليك، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.

