معركة الفردان … من بطولات الجيش المصري التاريخية أيام السادات!
القاهرة … مينا ميخائيل جرجس
سطور نارية من كتاب “المعارك الحربية على الجبهة المصرية” للمؤرخ العسكري جمال حماد
في يوم 8 أكتوبر من سنة 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلي “دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة” وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجوري
يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكري ويقول:
“كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض القتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الامامي و التقدم حتى مسافة 3 كيلومترات من القناة”.
ويضيف المؤرخ العسكري جمال حماد:
“كان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا، وعلى مسئوليته الشخصية. ولكن، المفاجأة فيه كانت مذهلة مما ساعد على نجاح العمليات المبرمجة. وبمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتال، انهمرت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة. مما أحال أرض القتال إلى نوع من الجحيم. وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو الإسرائيلي بالرغم من وجود أمريكا معه وتحارب بجانبه. وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم أسر العقيد عساف ياجوري قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ”.
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973:
“اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه جسر الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التي يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ في النجاح. فوجئت القوة المهاجمة بأنَّها وجدت نفسها داخل أرض القتال والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة”.
ويردف: “وكانت المفاجأة الأقوى أنَّ الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من خمس وثلاثين دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجوري وهى إحدى الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتال”.
ويضيف: ” لم يكن أمام عساف ياجوري إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق. ليقعوا بعدها في الأسر بقيادة رجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها ليشاهدها الجميع بعد الحرب”.
يقول: “لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ. وقد أسعدني ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو”
وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات: “إن الذىقام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة!”
من كتاب “البحث عن الذات” للرئيس الراحل أنور السادات.

