بيروت … الاخصائية النفسية الدكتورة ماري أبو جودة
السلوك المعادي للمجتمع، العنيف، العاصي، التخريبي غير الألوف عبارة عن جملة اضطرابات سلوكية يمكن أن تحدث عند الأطفال والمراهقين. لاحظ الباحثون في الطب النفسي وعلم الأعصاب في جامعات كامبريدج وساوثامبتون بالمملكة المتحدة وهارفارد بالولايات المتحدة، ينشرون أبحاثهم في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي. أن هذه الاضطرابات كانت مرئية في بنية دماغ الأطفال والمراهقين. والمزيد من تباينات الدماغ على وجه الخصوص عندما تظهر الاضطرابات في مرحلة الطفولة.
استخدم هؤلاء العلماء طريقة التصوير الدماغي لتحديد نشاط مناطق الدماغ وبشكل أكثر دقة الاختلافات في سمك طبقات القشرة المختلفة. وقاموا بتجنيد 95 فتى تتراوح أعمارهم بين 12 و 22 يعانون من اضطرابات السلوك منذ الطفولة أو المراهقة. لقد أجروا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لأدمغتهم، وقارنوها بأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي لـ 57 فتى من نفس العمر، دون مشاكل سلوكية. فكانت النتيجة التالية:
ــ يختلف سمك القشرة بشكل أكبر في المشاركين المعرضين لاضطرابات السلوك. كما أن عدد الاتصالات بين الخلايا العصبية أعلى بشكل ملحوظ لديهم، خاصة في القشرة الأمامية والزمانية.
ــ في مجموعة الشباب الذين يعبرون عن اضطرابات السلوك، يكون التباين في سمك القشرة أكثر وضوحًا لدى الأولاد الذين يعانون من هذه الاضطرابات منذ الطفولة أكثر من أولئك الذين أصيبوا بها في مرحلة المراهقة.
أكد الباحثون في منشوراتهم بأن الدراسة تُقَدِم أدلة جديدة على الاختلافات الكمية في التنظيم الهيكلي للدماغ للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات السلوك، وتدعم الفرضية القائلة بأن هذه الاضطرابات لها أصول نمائية عصبية.
توضح هذه النتائج أن اضطرابات السلوك هي اضطراب نفسي حقيقي وليست مجرد شكل مبالغ فيه من أزمة المراهقين مثلما يوضح البروفيسور جرايم فيرتشايلد، محاضر في علم النفس بجامعة ساوثهامبتون والمؤلف الرئيسي للدراسة. بأنه على الرغم من أن العلماء لا يعرفون حتى الآن سبب هذه التشوهات الدماغية، إلا أنهم يأملون أن يكون حدوثها قابلاً للعكس بعلاجات عامة أو محددة. ويخلص البروفيسور إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث لمعرفة كيفية استخدام هذه النتائج لمساعدة هؤلاء االأولاد إكلينيكيًا وتحديد العوامل التي تؤدي إلى هذه المواقف غير الطبيعية في نمو الدماغ مثل التعرض المبكر للشدائد وما إلى ذلك.